عندما نتحدث عن شراكة الطريق العام، فإننا في الغالب نعني سائقي المركبات المختلفة بينما نغض الطرف عن المشاة والعابرين!
وهم الشريحة التي تحتوي غالبا على الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة ولا تتمتع بوسائل أمان كتلك التي تتوفر للسائقين بحسب طبيعة السيارات من أحزمة أمان ووسائد هوائية وهياكل المركبات.
ويتعرض هؤلاء المشاة لحوادث مرورية مختلفة بنسب مرتفعة مما يستوجب الالتفات العاجل واتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمينهم وحمايتهم والمحافظة على أرواحهم على اعتبارها مسؤولية مشتركة وواجب إنساني ووطني.
لهذا تحديدا شرعت الإدارة العامة لشرطة المرور عبر برامجها الإعلامية التوعوية في بث رسائل تنبيه ومحاضرات ضافية تستهدف المعنيين من أجل تأمين حركة سير الراجلين على الطريق، الشيء الذي يتطلب ضرورة إلمام المشاة والسائقين بواجباتهم وحقوقهم على حد سواء درءا للكوارث التي تحصد الأرواح بسبب القيادة بأهمال والاستهتار والعبور غير الآمن وغيرها من التجاوزات.
وكانت شرطة المرور قد انتظمت مؤخرا في تقديم محاضرات توعوية وإرشادية في أماكن اكتظاظ المشاة وفي المدارس والمواقف من أجل رفع الوعي المروري وتمكين المواطنين من إدراك الأسلوب الأمثل لاستخدام الطريق.. واستهدف البرنامج التلاميذ على اعتبارهم أكثر عرضة للحوادث أثناء سيرهم من وإلى مدارسهم لا سيما وأنهم كثيرا ما يعبرون شوارع الإسفلت دون تركيز راكضين بلا هوادة للحاق بفصولهم الدراسية.. وعلى الرغم من وجود أماكن مخصصة ومتعارف عليها لعبور المشاة إلا أننا جميعا نلاحظ أنها غير مستخدمة بشكل منظم وجاد!.. وحتى سائقي المركبات لا يولونها اهتمامهم ولا يتعاملون معها وفق النظم والقوانين الدولية للعبور!!
إننا عندما نسمح لأحدهم بالعبور أثناء القيادة فإننا لا نتفضل عليه!.. فهذا حقه كشريك في الطريق… إذ أن الشراكة لا تقتصر علي السيارات فحسب.. ولكن يجب علينا أن نعرف متى وكيف وأين يمكن لنا أن نسمح له بالعبور وفق تناغم مسبق ناتج عن الوعي المشترك بيننا وبينه من أجل الحفاظ على سلامة العابر وتجنيب أنفسنا مغبة ارتكاب جريمة مرورية لسبب بسيط قد تودي بحياة أحدهم وتقحمنا في مشاكل وأزمات مادية ومعنوية لا قبل لنا بها على الإطلاق.
فرجاء.. (يا ماشي).. التزم بالأماكن المخصصة للعبور كالكباري والأنفاق -على قلتها – والمناطق المخططة على الأسفلت، وراقب الإشارات المرورية لاختيار التوقيت المناسب، واجعل تركيزك منصبا على الطريق، واعبر بثبات ورشاقة وسرعة، واستخدم الأرصفة في السير بدلا عن قارعة الطريق، واجتهد في استخدام القاعدة الذهبية (كن مرئيا) .
بالمقابل.. (يا سايق).. نرجو منك أن تتوخى الحيطة أثناء قيادتك أمام المدارس والمستشفيات ومناطق ازدحام الراجلين، لا تتجاوز السيارة التي أمامك إذا شعرت بتوقفها لتمرير أحدهم، لا تسرع في القيادة دائما، لا تتجاوز الإشارات المرورية، التزم بقانون المرور وتوجيهات رجاله، تذكر أنك قد تتحول من موقع (السائق) إلى موقع (الماشي) في أي وقت وتعامل على هذا الأساس.
وللجميع أقول: إن السلامة المرورية مسؤولية جماعية إذا قام بها رجال المرور فلا يعني ذلك أن تسقط من الباقين!.. لذا نرجو أن يتم التعاون المشترك بين الجميع من أجل المحافظة علي الأرواح لننعم جميعا بحياة كريمة وعافية تامة.. وإن كان لابد من الموت.. فعلى الأقل لا تجعلونا نموت تحت إطارات السيارات بينما تسيل دماؤنا الزكية علي الأسفلت في مشهد بشع ومؤلم ومقزز يخلف الحسرة في القلوب ويترتب عليه بالضرورة إجراء آخر قد تكون نهايته حرمان أحدهم من حريته وتركه نهبا لعذاب الضمير الذي لن يعيد أبدا الحياة لذلكم المسكين ويااااا للوجع إن كان طفلا !!
تلويح:
هذا مع احترامي لما شهدته من مجهودات عظيمة يقوم بها رجال المرور لتوعية المواطنين بوسائل تعريفية ومشاعر حقيقية صادقه تستوجب الانصياع.