قال الراوي الذي من الضرورة أن نصّدقه في(الحتّة دي)، إنّ الشيخ (فرح ود تكتوك) صادف فقيهاً يعلّم أطفالاً القران وهم يكادون يخرقون بطونهم من شدّة (الكرفسة) عليها لمداراة الجوع والمسغبة، فنصحه فرح بعبارة حارقة: (يا شيخنا، العجين قبل الدين)!
لا أحد يستطيع التأكيد بأن (فكي العيال الجوعى) قد استفاد من الدرس المجاني للشيخ فرح (حلّال المشبوك)، وما يعزز حقاً بأن الحصيلة كانت: (ما فيش فايدة يا تفيدة)، ما نقلته صحف الخرطوم أمس بـ (نصف عين)، عن شروع اتحاد طلاب محلية الخرطوم، في تدشين (مسجد لكل مدرسة) في المحلية، (يهدف من خلاله توفير مصلّيات ومساجد لطلاب المدارس)، أو كما قال عرّاب الاتحاد الألمعي!
في ذمّتكم..
ألا يشي الخبر بأن (فكي العيال الجوعى، الغابر) الذي زجره الشيخ فرح ود تكتوك (عبطئذٍ)، قد أنبت من صُلب الدواية المغموس في (جوع الأطفال)، سلالة بشرية لا زالت تفكّر بذات النهج؟!
كيف لمعتمد الخرطوم الذي وصفه الخبر بـ (راعي المشروع)، أن ترتبك عنده الأولويات ليشرف على تشييد المساجد بجميع المدارس الثانوية في محليته، بالإضافة لـ (80%) من مدارس الأساس، في الوقت الذي قد لا يجد بعض أطفال محليته (شق تمرة)، يستعينون به على مقررات البرد الصباحية، ولا مقعداً (يتكرفسون) عليه من الجوع، أو سبّورة تزيل عنهم غشاوة (فكي العيال الجوعي)؟!
من أين يشتري قادة مثل هذه الاتحادات الهلامية، (الأمخاخ) الألمعية؟!
هل تستدعي فريضة (الظهر) وحدها، تشييد مئات المساجد والمصليات بمليارات الجنيهات (المافيشة)، في الوقت الذي لا يجد فيه بعض التلاميذ قوت يومهم، لأن بعض المسؤولين أيضاً لا يملكون (عقل يومهم)؟!
حقاً، كلّكم فقراء ومساكين!