امرأة سودانية تقف شامخة بثوبها في شوارع مدينة دولسدورف الألمانية، تلك السيدة لم تكن سوى جدارية رسمتها الفنانة الألمانية جوليا بنز التي كانت تتمشى في الشوارع الخرطومية في العام 2014 تسبقها العبارة الأشهر (يلا).. ذات العبارة التي تزين المشروع الذي نفذه معهد (جوته) بالتعاون مع بعض الشركاء المحليين في إطار مشروع “التزحلق على الألواح” وهو المشروع الذي يستهدف بشكل مباشر خلق تقارب بين الشباب السوداني والشباب الألماني وفتح الطريق أمام الأفكار الخلاقة. سلسلة مشروع (يلا) تستهدف بشكل كبير فتح الباب أمام الفن السوداني للتواصل مع الآخرين وذلك عبر أنشطة متعددة. “المشهد الفني والثقافي الواضح جدا في السودان يحصل على القليل من الاهتمام الدولي، لذلك نود دعم الكواليس المحلية ونظهر للعالم نتيجة تعاوننا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والصور، والأفلام الوثائقية وأكثر من ذلك” تقول ديانا فورمر، منسقة البرنامج الثقافي في معهد (جوته).
يتنقل الفنان التشكيلي غسان البلولة، الأستاذ في كلية الفنون الجميلة، حاملاً أدوات رسمه، يقطع الشوارع الخرطومية جيئة وذهاباً وهو يحتقب حلماً آخر، حلم خرطوم مختلفة وغارقة في ألوانها، يأمل في تحقيقه بمشروع “يلا نلون”.
غسان البلولة بدا أمس سعيداً وهو يحرك ألوانه على حائط شركة (حصاد) في شارع البلدية، وهو يرد حالة السعادة التي تملكته إلى إحساسه بأنه كان مسجوناً وفجأة وجد نفسه حراً طليقاً.. بالطبع يعني حالة التحول في فكرة الإبداع التي صارت ذات نهار ملكية جماعية. يقول إن سعادته اكتملت بمشاركة الآخرين له وإمساكهم بالفراشي وصبغ الجدار بالألوان. لوحة غسان التي هي قيد الاكتمال، ستكون الثالثة بعد اكتمال لوحة الحلفايا، وتلك التي تزين جداراً في شارع الجزار بالرياض، وثمة لوحة أخرى يخبرنا غسان أنها ستكون على جدار النادي الألماني وتضم صورتي عبد الله الطيب والطيب صالح وكثيرين من مبدعي السودان.
مشاركة الفنان فضل أيوب في الرسم وفي الغناء معاً، بجانب مشاركة الموسيقار الفاتح حسين، قد تكون بداية لمشاركة أوسع من قبل مبدعين آخرين في مجالات متعددة، فمشروع (يلا نلون) خطوة من أجل خرطوم جميلة ومن أجل إبداع للجميع وفي متناول الجميع.
صحيفة اليوم التالي