رغم أن تراجع أسعار النفط أدخل دولة “فنزويلا” في (أزمة) اقتصادية طاحنة، ورغم أن الرئيس الراحل “تشافيز” أدخله أيضاً في (ورطة) كبيرة، و”تشافيز” كان قد التزم قبل رحيله بتسليم عائلات خسرت منازلها في فيضانات 2010م، حوالي ثلاثة ملايين وحدة سكنية لم يكتمل منها أكثر من (ثمانية آلاف)، رغم ذلك، وقف الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو” وخاطب شعبه في مراسم نقلها تلفزيون بلاده، بأنه (سيحلق شنبه) إذا لم تف حكومته بتوفير مليون مسكن بحلول نهاية عام 2015م، وقال إن مصير شاربه سيكون في يد وزير الإسكان.
ولأن (الشارب) هو واحد من أعز ممتلكات الرجل، فإن الرئيس الفنزويلي أراد أن يحلف بأعز ما عنده، حتى يؤكد أنه جاد في هذا المشروع الكبير لمواطنيه، وطالما أن شارب الرئيس مهدد، فهذا معناه أن شارب الوزير مهدد أيضاً، وفي تسلسل منطقي للمسؤوليات، فإن شارب أصغر مقاول يقوم بالإشراف على هذه الوحدات هو أيضاً مهدد، ما لم يكتمل العمل فيها في الزمان والمكان المحددين، وبصراحة حليفة (الشنب)، هي العقوبة المخفضة لأي شخص يفشل في المسؤوليات الملقاة على عاتقه، يعني أي وزير وعقب أدائه القسم يقيف بي جنبه كده ويحلف، ويقول والله وفي الفترة الفلانية إن لم أنجز الملفات الموكلة فسأحلق شاربي، ولأن شنبه عزيز عليه، مؤكد أنه سيسعى بيديه و(كرعيه) للحفاظ عليه.. والإيفاء بالوعد المقطوع، حتى لا تطبق عليه، وعلى أركان وزارته وجيوش مستشاريه ومديري إدارته عقوبة حلق الشنب، وتصبح البلد من غير (أشناب يا جدعان).
بالمناسبة لفظ (أحلق شنبي) ليس جديداً على الأسماع، وكثير من أعمامنا يهددون بحلق الشنب كان ما حصل كده وكده، ولكنها في الغالب لا تخرج عن كونها حليفة اجتماعية، تؤخذ مأخذ التهديد والوعيد ليس إلا، ومافي زول التزم بها أو طلب منه الالتزام بها، لكن هذه المرة دخل حلق الشنب الملعب السياسي، حيث تؤخذ الأقوال والأفعال مآخذ الجد. وكل كلمة وحرف عليها رقيب عتيد، وأحسب أن الرئيس “نيكولاوس” لولا أنه واثق من إنجازه لهذا المشروع لما أدخل نفسه في هذا القسم، الذي يعلم أنه ملتزم به في بلاد عندهم الكذب (خيبة وندالة)، لكن الكلام حيدخل الحوش، لو أن أحدهم من جماعتنا ديل وقف وقال أحلق (شنبي)، إذا ما (مشروع الجزيرة) نهض في نهاية سنة كدا! وأحلق (شنبي) لو ما طريق الإنقاذ الغربي انتهى يوم كدا! وأحلق (شنبي) إذا مطار الخرطوم الجديد ما انتهى العمل فيه سنة كدا!! وأحلق (شنبي) لو ما (المكتبة الوطنية) سلمت لأهل السودان نهاية كده!! وأحلق (شنبي) لو ما أزمة الكهرباء انتهت بحلول شهر كده!! وأحلق (شنبي) لو ما جاء الخريف القادم والخرطوم ما تغرق في شبر موية!! وأحلق (شنبي) لو ما وفرت على أرفف الصيدليات وبأرخص الأسعار أدوية الفشل الكلوي والسرطان، وما يماثلها من أدوية منقذة للحياة!! وأحلق (شنبي) لو ما نظفت الخدمة المدنية من المفسدين ومستبيحي المال العام!! وأحلق (شنبي) لو ما جعلت المناصب حصرية على أصحاب الكفاءة والخبرة، وأصحاب الولاء فقط يمتنعون!! والله يا خوفي البلد كلها تصبح من غير (شنب ودقون) كمان!!
{ كلمة عزيزة
لا أدري كيف يظن “ياسر عرمان” أن شائعة أو حتى خبر حقيقي مائة بالمائة عن موته يمكن أن يستدر عطف الشعب السوداني، الذي ظل يلعب باسمه لعبة السياسة القذرة، حيث لعب أسوأ دور يمكن أن يلعبه، وهو ينضم يومها للجيش الشعبي ليبعد شبح العنصرية عنه، وبعد أن تحقق الانفصال المنتظر (بصقه) الجنوبيون وتبرأوا عنه. وأمس جاء لينفي خبر موته وكأن حياته تهمنا حتى يهمنا نعيه. فيا “عرمان” من قال لك إنك لم تمت عند الشعب السوداني من بدري كمان.
{ كلمة أعز
لماذا لم تنطلق شائعة وفاة “عرمان” إلا بعد الهجوم الكاسح لـ”تراجي مصطفى” على الرجل؟؟ هل أطلق الشائعة “عرمان” نفسه ليلفت الأنظار عن ما تقوله “تراجي”!!