عقوبة قاسية يتعرض لها نادي الهلال الرياضي بتجميد نشاط رئيس النادي “أشرف الكاردينال” لمدة عامين، وربما تلحق العقوبة النادي في حال لم يؤد مباراته أمام المريخ، فاتحاد الكرة وكل من أصدر هذا القرار لم يراع النشاط الرياضي في البلاد، وإذا كان إنزال العقوبة بهذا النادي العملاق الهدف منه انتصار للنفس أو للند التقليدي تكون تلك الجهات لم تعرف رياضة أصلاً، فنادي الهلال لم تصدر بحقه في تاريخه الرياضي عقوبة بمثل التي نزلت عليه في هذا الشتاء القارس، ونادي الهلال كان سبباً في تحويل الرياضة بالبلاد إلى رياضة جماهيرية حينما هتفت الجماهير وقتها ورئيس الجمهورية “جعفر نميري” رحمة الله عليه في المقصورة يتابع مباراة هلال مريخ، ووقتها الهلال كان منتصراً على المريخ وأسطورة الكرة السودانية الدكتور “علي قاقارين” كان سبب الانتصار، فهتفت الجماهير (رئيسكم مين “قاقارين”)، ولم تعجب تلك الهتافات الرئيس السابق “جعفر نميري” فأصدر قرار بحل الرياضة في السودان، ومنذ ذلك الوقت لم يكتب للرياضة في السودان عمر يضاف إلى أعمارها السابقة، فتراجعت الرياضة في البلاد والسبب كان الهلال العظيم، وها هو الاتحاد يكرر تجربة الرئيس السابق “نميري” ويفرض عقوبات قاسية عليه ظناً أن تلك العقوبات ستخيفه أو تؤدي إلى تراجعه عن القرارات التي اتخذها بعدم اللعب في أية مباراة ما لم يتراجع الاتحاد عن قراراته.
الهلال نادٍ كبير وعظيم، لن تخيفه مثل تلك القرارات حتى ولو هبط إلى درجة (الليق)، لكن الاتحاد لن يصمد على تلك القرارات لأن الهلال هو أساس الرياضة في البلاد ولا رياضة بدون الهلال، ورئيس نادي الهلال بمثابة رئيس دولة لأن جماهير الهلال تمثل قاعدة عريضة بالبلاد، وإذا غاب الهلال فالنجوم لن تضيء سماء الرياضة في السودان، ومن أين لخزينة الاتحاد بمال (تاني)، فالهلال كان المصدر الأساسي للخزينة، وكم سيجني الاتحاد من نصيب مبارياته في حال غياب الهلال؟ وهل سيكون للرياضة طعم بدون مشاركة الهلال؟ لقد أحبت الجماهير لاعبي الهلال وجعلت الكرة في السودان نغمة بأسماء أولئك النجوم إن كانوا من ناديهم الهلال أو المنتخب القومي.
لقد كانت نغمة (النقر جا) نغمة محببة لكل لاعبي الهلال، بل كانت أنشودة في ألسنة عشاق الأزرق، والسفير والدبلوماسي “علي قاقارين” كانت الجماهير تهتف باسمه “قاقا” والأسطورة “جكسا” الذي صنعت حلويات باسمه.. فهل الاتحاد أو الجهة التي أصدرت هذه القرارات الظالمة في مواجهة نادي الهلال تتوقع أن تخيفه أو تؤدي إلى تراجعه؟ إذن فليبحث الاتحاد عن نادٍ آخر بحجم الهلال وجمهوره.