نشعر جميعاً بالنفور من بعض أصدقائنا على فيسبوك، ممن يستغلون تحديث منشوراتهم على الموقع في تقديم وصفٍ تفصيليٍ لكل ما يفعلونه، أو لنشر مئات الصور وغيرها من الأمور التي تنفّر الآخرين.
موقع Business Insider سلّط الضوء على 3 سلوكيات شائعة ومنفّرة على فيسبوك:
1. مشاركة عدد كبير من الصور
قد يتعين عليك التفكير ملياً قبل نشر عشرات الصور لطفلة أخيك أو أختك وهي تخطو أولى خطواتها.
ففي إحدى الدراسات، حلل الباحثون سلوكيات حوالي 500 شخصاً في سن 24 على فيسبوك، وطلبوا منهم تحديد نوعية علاقاتهم بمختلف الأشخاص في حياتهم: الأصدقاء والأصدقاء المقربين والزملاء والأقارب والشركاء وأصدقاء فيسبوك عموماً.
ثم طلب الباحثون من المشاركين الإشارة إلى عدد المرات التي قام فيها هؤلاء الناس بنشر الصور، بدءاً من الصور الشخصية إلى الصور العائلية وإلى صور الأصدقاء على فيسبوك.
وأظهرت الدراسة نتيجتين مثيرتين للاهتمام؛ تمثلت إحداهما في ميل الناس إلى أن تكون علاقاتهم مع أفراد العائلة أقل دعماً وحميمةً عندما ينشرون الكثير من صور الأصدقاء.
فيما أظهرت النتيجة الثانية الميل إلى أن تكون العلاقات مع الأصدقاء أقل مساندةً وحميمةً عند نشر الكثير من الصور العائلية.
وبعبارة أخرى، بدلاً من نشر صورة تلك الطفلة على الجماهير، فكّر في إرسالها مرفقة برسالة نصية إلى شقيقتك.
وبحسب ما د. بن ماردر أحد المشاركين في إعداد الدراسة، “كن حذراً عند المشاركة وفكّر في نظرة الآخرين. وعلى الرغم من أن المشاركة تعدّ وسيلةً رائعةً لتحسين العلاقات، فإنها قد تفسدها أيضاً”.
2. وجود عدد هائل أو ضئيل للغاية من الأصدقاء
فكر في أن تقضي بعض الوقت في تعديل قائمة أصدقائك على فيسبوك أو إضافة المزيد من الأشخاص الآخرين إذا ما بدت تلك القائمة محدودة. تشير الأبحاث إلى أن هناك مخاطر تنجم عن وجود عدد كبير للغاية أو ضئيل للغاية من الأصدقاء.
وفي إحدى الدراسات، طلب الباحثون من نحو 150 طالب جامعي النظر في الملفات الشخصية غير الواقعية على فيسبوك وتحديد مدى إعجابهم بأصحابها. وقد أجريت الدراسة في العام 2008، وكان كل طالب يحظى بـ 395 صديقاً في المتوسط.
وأوضحت النتائج أن أفضل مستويات الإعجاب بلغ حوالي 300 صديق. ووصلت تقييمات الإعجاب لأدنى مستوياتها عندما لم يتجاوز عدد أصدقاء صاحب الملف الشخصي 100 صديق، وكانت منخفضة بنفس القدر عندما تجاوز عدد أصدقائهم 300 صديق.
وحول سبب النفور من وجود أكثر من 300 صديق، ذكر القائمون على إعداد الدراسة: “قد يبدو أن الأفراد ذوي الأصدقاء الكثيرين يركزون بشدة على فيسبوك، حيث يقيمون صداقات من قبيل اليأس وليس من أجل تحقيق شعبية”.
ومن ناحية أخرى، يقر الباحثون بأنك إذا نظرت إلى أي مجتمع يبلغ به العدد الأكثر شيوعاً من أصدقاء فيسبوك 1000 صديق، فإن أفضل مستويات الإعجاب يمكن أن يصل إلى 1000.
ومع ذلك، فإن أحد استطلاعات الرأي أظهر أن متوسط عدد أصدقاء فيسبوك بين المستخدمين البالغين بلغ 338 صديقاً في عام 2014.
3. نشر صورة مقربة للحساب الشخصي
لا يتعلق الأمر بالوسامة، فمن المحير بعض الشيء أن ينشر المستخدم صورة على الملف الشخصي لا يكاد يكون فيها أي مسافة تفصل بين وجهه والكاميرا.
وفي إحدى الدراسات الصغيرة، نظر 45 مشاركاً إلى صور بالأبيض والأسود لـ 18 رجلاً بيض اللون على جهاز كمبيوتر. وطلب منهم تقييم كل شخص من حيث الثقة والكفاءة والجاذبية.
أظهرت النتائج أن الوجوه المصورة داخل ما يسميه الباحثون “مساحة شخصية” (45 سنتيمتراً، أو حوالي 1.5 قدمًا) قد تم تصنيفها بكافة المقاييس باعتبارها أقل جودةً من الوجوه المصورة من مسافة لا تقل عن 135 سم أو نحو 4.5 قدماً.
خلاصة القول: من السهل أن تنشر دون أدنى تفكير ألبوماً كاملاً من الصور أو أن ترسل طلبات صداقة لأعضاء شركتك بأكملها، ولكن قد يؤدي ذلك إلى عواقب سلبية على علاقاتك. لذا يجب الحذر على الانترنت بقدر حذرك في صياغة شخصيتك في الحياة الواقعية.
هافينغتون بوست