يُعد الزواج رابطاً مقدساً بين الزوجين تبنى عليه المجتمعات في استمرارية الحياة، كما قال الرسول (ص) (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم)، وجاء من أجل تعارف الأمم وخلق علاقات حميمية بتلك الرابطة التي تعد أبدية.
وقد وضع الإسلام شرط الأخلاق والدين كأساس، إلا أن ما حدث من تغير وتطور في المجتمعات أدى الى تغيير المفاهيم، والتي من بينها حرص الرجال على عدم الارتباط بالمرأة الأكثر ذكاء وصاحبة المركز الاجتماعي، رغم أن الدراسات أثبتت أن عقل الرجل أكبر من حجم عقل المرأة، إذن لماذا يتخوف الرجال من المرأة الذكية رغم الاهتمام بها؟.
إحكام السيطرة
وفي السياق يرى أبوبكر عمر ــ (مواطن) ــ أن الذكاء والمركز الاجتماعي ليس مقياساً لشريكة الحياة التي يجب أن تتحلى بالفطنة والحنكة. ويضيف: يمكن الاستفادة من الذكاء في تربية الأبناء ودعم الرجل وليس في التجسس على تحركاته. وأرجع التخوف من ذكاء المرأة لمهابة السيطرة. واستدرك: لكن ذلك يتوقف على شخصية الرجل سواءً إن كانت المرأة ذكية أو غير ذلك في فرض أسلوبه، غير أن كثيراً منهن يردن الزوج أن يكون في المقدمة في الوقت الذي تحبذ فيه إحكام سيطرتها داخل الأسرة.
حرص ودقة
وقال خالد أبوبكر ــ (طالب) ــ إن المرأة المتعلمة يصعب معاملتها، وذلك لعدم القدرة على التعامل بأريحية، لأنها تجعل منك مراقباً لتصرفاتك وحريصاً ودقيقاً في كل ما تتحدث فضلاً عن اكتشافها لكل نقاط الضعف والقوة في شخصيتك؛ لذا لا يمكنك أن تهرب إذا حاولت ذلك في بعض المواقف التي تريد أن تخفيها، رغم أنها مفيده للأسرة خاصة الأبناء وتربيتهم التربية السليمة.
مصيدة الذكاء
ولفت هيثم أبوزيد ــ (طالب) ــ إلى أن الخوف الذي يسيطر على نفس الرجل ليس من المرأة وذكائها فقط أو بما تتمتع به من مركز اجتماعي، بل كلام الناس يشكل هاجساً كبيراً، لاسيما تبجح المرأة بذكائها قد يشعر الرجل بالنقصان، ولهذا يتخوف معظم الرجال أن يقعوا في مصيدة الذكاء الذي قد يكون خصماً على رجولتهم. وأضاف: لذلك لابد أن تتحلى المرأة بالأخلاق مع الذكاء والإيمان بأن الرجل تاج رأس الملكة، لاسيما مقولة (وراء كل رجل عظيم امرأة)، من واقع أنها تمد الرجل بالأفكار والروئ التي تساعده في تطوير ذاته.
ضرورة حياتية
من جهته أشار عبد الله عمر ــ (طالب) ــ إلى أن التعليم ليس مقياس للذكاء بل للمعرفة، وما يهم في المرأة الفطنة التي تساعد في تسيير أمور الحياة الزوجية، في الوقت الذي لا تستطيع فيه الذكية ذلك. وقال: لا أستطيع نكران فضل الذكاء عند المرأة الذي يسهم عند بعضهن في إدارة حياة كريمة. ويرى عبد الله أنَّ خوف الرجل ليس من ذكائها بل من دهائها والذي دائماً ما تستخدمه في مراقبة الزوج.
تجاهل لاستمرار الحياة
في السياق أشار صلاح محمد ــ (موظف) ــ إلى أن النسبة الغالبة من الرجال تفضل الأقل في الذكاء والتعليم؛ وذلك للخوف على الوضعية في المجتمع إذا أحكمت المرأة سيطرتها، أو لمآرب أخرى يخشى الرجل من اكتشافها، وذاك الخوف ينتاب الفئة الأقل تعليماً من الرجال باعتبار أنهم يحبذون السيطرة المطلقة.
رؤية نفسية
من جهته يقول علي الطيب الباحث في علم النفس إن وجود المرأة المتعلمة والذكية في المنزل ضرورة ملحة للرجل لأنها تسهم في تربية الأبناء بشكل صحيح، بجانب الاهتمام بالزوج في كل تفاصيل المنزل. وأردف: بحسب العلماء فإن المرأة الذكية هي من تجذب الذكاء لأبنائها لأن الجينات فيها أكبر من الزوج من ناحية علمية، مؤكداً أن النساء بطبعهن يرغبن في السيطرة غض النظر عن غبائهن أو ذكائهن.
اليوم التالي