الحكومة الانتقالية هل هي المخرج؟!

الطرق على الحكومة الانتقالية أصبح واضحاً سواء أكان من قبل المؤتمر الشعبي أو من أحزاب المعارضة، ولكن هناك أصوات داخل المؤتمر الوطني مازالت تعيش على الماضي رافضة مبدأ أي حكومة قومية أو انتقالية، رغم أن الرئيس “عمر البشير” أعلن أن مخرجات الحوار الوطني ملزمة بالنسبة له. فإذا كان رئيس الجمهورية هذا موقفه فلماذا هناك أصوات نشاز تريد أن تعيدنا إلى المربع الأول بعد أن تقدمنا عشرات الخطوات إلى الأمام في سبيل مشاكل البلاد عبر الحوار الوطني، وحتى الحوار الوطني الذي أقره الرئيس “البشير” بعض منسوبي المؤتمر الوطني لا يعجبهم الحال ولا يريدون أن يكون هناك حوار أصلاً، إذا كان الأمر بيدهم.. فالمؤتمر الوطني تكفيه ستة وعشرين عاماً من الحكم، فإذا لم يستطع أن يصل بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار والأمن والرفاهية، ووجد من يساعده على ذلك من أبناء الوطن، فيجب أن يستجيب، أما التعنت والإصرار على المسيرة منفرداً فهذا مضر بالوطن والمواطن.
إن النفق الذي بدأ الشعاع يطل منه يجب أن يستمر الناس عليه حتى يصبح هذا الشعاع ضوءاً كاملاً ..
لقد لانت مواقف الأحزاب التي كانت رافضة مبدأ الجلوس مع المؤتمر الوطني مثل المؤتمر الشعبي، فالآن المؤتمر الشعبي أصبح أكثر حرصاً على الجلوس مع المؤتمر الوطني من أجل قضايا الوطن، وربما هناك منسوبون من المؤتمر الوطني متوافقون تماماً مع الشعبي وتصبح المخرجات فقط، والبعض يرى أن ما نادى به المؤتمر الشعبي من قيام حكومة انتقالية يكون رئيسها المشير “عمر البشير” هو اتفاق بين المؤتمرين وألقى الحجر في البركة الساكنة لجس نبض الآخرين. ولا أطن أن حزب الأمة القومي برئاسة الإمام “الصادق المهدي” معترض على ذلك، طالما أقر أن تغيير النظام لن يتم بالقوة أو بالبندقية وقد جرب حزب الأمة والحركات المسلحة والأحزاب الأخرى القوة، ولكنها لم تأتِ بالحل، لذا ينبغي أن يتفق الجميع على الحل عبر هذا الحوار الذي قطع شوطاً كبيراً في الوصول إلى المرامي والأهداف التي يسعى لها الجميع. والحركات المسلحة الرافضة للحوار أو التي لم تكتمل ثقتها في المؤتمر الوطني ربما الجدية الحالية تغير من مواقفها، ومازال في الوقت بقية أو فسحة للالتحاق بالقطار الذي سار ولم تصل قوته القصوى ليعجز من يريد اللحاق به، مازال القطار يتحرك ببطء وكل من أراد أن يضع عفشه ويصعد السلم يمكن أن يلج إلى داخله ويمكنه أن يجد مقعداً وثيراً يجلس عليه.
فإنقاذ 2015م ليست إنقاذ 1989 التي كانت في شدتها وقوتها وعنفوانها، الآن آمنت أن السودان الذي استقل 1956 لم يستطع حزب واحد على حكمه، ومن هذا المبدأ بدأت في مد يدها للجميع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والوصول بالبلاد إلى بر الأمان قبل أن نفقده كله، والتجارب ماثلة أمامنا والتمزيق الذي اعترى الأمة العربية واضح، فلابد أن يتعظ الجميع ليكتب لهم التاريخ المجد والخلود.

Exit mobile version