لينا يعقوب: ليس لدينا في المنتخب السوداني لاعب واحد يقترب، من مشابهة ميسي أو كريستيانو رونالدو

حبيب الجماهير
لن أقول بعد أي مباراة، لكن بعد أي مناسبة أو معلومة يمكن أن تُنشر في الصحيفة عن الهلال أو المريخ، لا يخلو اجتماع التحرير الصباحي من مناقشات ساخنة بين أنصار الناديين في طريقة عرض الخبر أو الاحتجاج بعدم المساواة في إبرازه..

هو الموضوع الوحيد القابل بأن ينتهي النقاش فيه كما بدأ، لا يقتنع أي منهما بوجه نظر الآخر ولا يصلان فيه إلى نتيجة.

من قبل، منعت إدارة التحرير أن تُشاهَد مباريات الهلال والمريخ داخل الصحيفة، نسبة للتفاعل والإزعاج مع المباريات من أنصار الناديين..

كان هذا القرار هو الأقصر من نوعه ولم يستمر أكثر من عشرة أيام بعد أن التف العاملون في الصحيفة عليه.. باتوا يستمعون للمباريات عبر الإذاعة وكأن شيئا لم يكن.!

في مجموعة (السوداني) بالواتس اب، يمكن أن تجد خلال خمس دقائق بعد انتهاء أي مباراة للناديين 200 نكتة و صورة كاريكاتورية وأشعار (مكاواة) للفريق المهزوم..

يمكن أن يحدث جدال حول مينشيت (تأهل المريخ والهلال لربع نهائي كأس أبطال أفريقيا) فالجملة المتعارف عليها هي (الهلال والمريخ وليس العكس) بحسب أنصار الأول، فيما يرى المريخاب أن الجملة ليست قاعدة متعارف عليها إلا في أذهان الهلالاب.

قبل سنوات عديدة كنت أستغرب التعصب الذي يحدث في الكرة السودانية، لأنها كرة ضعيفة غير جاذبة أو جميلة، ولا أقصد عدم تحقيقها لبطولات وكؤوس إنما لا تحقق متعة المشاهدة، ومع ذلك نجد أن الملايين من الشعب السوداني يعشقون الهلال أو المريخ، يتغلبون على ظروفهم الصعبة وأوضاعهم المعيشية القاسية، فيخصصون مالا للذهاب إلى الاستادات وقطع التذاكر لمشاهدة المباريات أو وقتا ثمينا يقضونه أمام الشاشات بدلا عن القيام بمهامهم الخاصة..

ليس لدينا في المنتخب السوداني لاعب واحد يقترب ولو قليلا، من مشابهة ميسي أو كريستيانو رونالدو أو زيدان أو ديل بيرو، ولا نرى محترفا واحدا أجنبيا في الدوري الممتاز يمكن أن يؤدي 50% من أداء روبن أو نيمار أو مولر، ومع ذلك يعشق أغلب سكان هذه البلاد كرة القدم ويتعصبون لها ويحلمون بها ليل نهار..

فلنترك اللاعبين جانبا، فنحن لا نقترب حتى من الدول العربية المجاورة من حيث تأهيل الاستادات أو جمالها ونظافتها..

ربما نكون مثل الصومال وتشاد من حيث فن تصوير المباراة ونوعية الكاميرات والمعدات رغم وجود أمهر المصورين والمخرجين في السودان، لكن لا اجتهادات تتم حتى في طريقة النقل..

أحببت مشاهدة الكرة منذ الصغر ومازلت أشجع مثل غيري الفرق والمنتخبات العالمية، لكني أحببت أيضا الهلال، حبيب الجماهير ومازلت وسأبقى على حبه رغم ما يحيط بالكرة السودانية من نواقص الجمال.!

وضعت حبي للهلال جانبا وحاولت طرح أسئلة بعيدة عن الانتماءات على رئيس اتحاد الكرة د.معتصم جعفر حول أزمة الموسم المتمثلة بانسحاب أندية من الممتاز أبرزهم حبيب الجماهير..

مازلت أتساءل، رغم ما قاله د.معتصم، أن القانون فقط هو الذي سيطبق، هل سيمتلك اتحاد الكرة الجرأة على معاقبة الهلال بأي عقوبة؟

إن فعلها، فلا يمكن أن نتخيل الهلال معاقبا، وإن لم يفعلها بلا شك أن الاتحاد سيفقد شيئا من هيبته.!

الخرطوم: لينا يعقوب

Exit mobile version