ميرغني ابوشنب : الغربلة للكبار من الفنانين قبل الصغار..!

* كنت احضر مرة ندوة اقيمت بمكاتب صحيفة (الدار) حول الاغنية السودانية الهابطة واشارت احاديث كل من كانوا مشاركين وعلى رأسهم الدكتور عبد القادر سالم للشباب باعتبار انهم سبب كل المصائب والبلاء.. ودافع شكر الله عز الدين عن زملائه.. ووجدها القلع عبد الحفيظ فرصة سنحت له فسخر وتندر.. وقال ما لم نكن نتوقع منه ان يقول.. ودخلت على اعضاء الندوة فرحبوا بي مشكورين واتاحوا لي فرصة الحديث فقلت لهم ان المطربين الكبار عندنا مسؤولون عن هبوط مستوى الاغنية قبل الصغار، وضربت المثل بأغاني كثيرة منها اغنية محمد وردي التي كتب كلماتها الحاردلو وأورد بها المركوب.. واغنية القبلة السكري التي غناها عثمان حسين وقال ليها:
لما ينقضي الليل
وينعس ساقي الخمر
فيسكب خمره الفجر
واغنية صلاح محمد عيسى التي يقول فيها:
هاتي كاسي
هاتيها ملانة خمرة
وفي حقيبة الفن التي نتحدث عنها دائما بحذر تجد اغنية:
طابق البوخة
قام نداه يهتف
و(البوخة) هنا تعني دخان المراة..
وكل هذا اليس اسفافا وخروجا عن الخط واين هو المثال الذي يمكن ان يحتذي به الشباب والكبار يسرفون في الغناء الهابط المسئ لكل تعاليمنا.. وليس معنى هذا ان كل ما يقدمه الفنانون الكبار شعرا هابطا فهناك بدون شك الشعر الجميل مثال: الى مسافرة التي كتب كلماتها الشاعر الراحل عثمان خالد وفيها يقول حمد الريح:
اهديك عيوني عشان استريح
والدنيا بعدك ما بتسر
واغنية جميلة ومستحيلة التي كتب كلماتها شاعر الشعب محجوب شريف وجعل بها محمد وردي يصل القمة خاصة عندما يقول:
الريح وراي
خلى من حضنك ضراي
وعثمان حسين الله يرحمه ليس اقل شأنا في مجال الابداع خاصة في كلمات عوض احمد خليفة ومحمد يوسف موسى بل ترباس رغم كل ما قالوه عنه غنى من كلمات عوض جبريل والتجاني حاج موسى بأدب وحشمة والسر احمد قدور له كلمات رائعة عن المطربين.. وكل هذا يجب ان نتقصى اثره لناخذ منه الجميل مثل ما غناه العطبراوي وقال فيه:
صابر معاك
صبرا جميل
كاتم العلي
دا اصلو العلي
ما مر يوم بخيال بشر
وهذه الاغنية حققت رواجا كبيرا رغم ان العطبراوي غناها لحبيبته وهي زوجته ام بناته ويسعدني والله الابن محمد عيسى عندما يرددها وقد التقيت به مرة وطلبت منه ان يغني ما شاء من اغنيات العطبراوي دون ان يتوقع ان يساله احد.. والعطبراوي كان يزن اغنياته بميزان من ذهب ولم يعرف عنه طوال حياته ان له غناء هابط.. لا هو ولا عبد العزيز محمد داؤود ولا الهرم عبد الكريم الكابلي.. ولا سيد خليفة ولا صلاح بن البادية.
* دفعني لهذا الذي قلته ما قرأته من تصريحات للفنان ياسر تمتام الذي طالبته مرات عديدة بان يغير اسمه لان التمتام اذا غنى لن يجد احدا يستمع اليه.. وتغيير اسماء الفنانين والمبدعين معمول به على مستوى العالم كله خاصة عند الاشقاء المصريين ولا يوجد فنان مصري واحد اليوم محتفظ باسمه عندما كان خارج الوسط الفني مثال ذلك عمر الشريف وزوجته فاتن حمامة ونجلاء فتحي وسعاد حسني وفريد شوقي وعادل امام.
* اننا مع كل الفنانين الكبار والصغار في جهدهم المبذول.. الذي نأمل ان يثري الساحة الفنية واذا كان الاخ الامين العام لاتحاد المهن الموسيقية دكتور هاشم عبد السلام قد اكد حرصه على تطبيق قوانينه وضوابطه على الشباب فنحن بدون شك معه لكننا نرجو ان يحاول ما امكن ان يدفع بالتي هي احسن لان مجال الفن يحتاج دائما للرقة في معاملة المبدعين وليس القوة التي تصل حد سحب التراخيص لان البعض يتأخر سداد اشتراكاته.

Exit mobile version