هما قطعًا الموت والحبّ.
كلاهما ضربة قدر صاعقة لا تفسير لها خارج “المكتوب”. لذا، تتغذّى الأعمال الإبداعيّة الكبرى من الأسئلة الوجوديّة المحيّرة التي تدور حولهما.
ذلك أنّه لا أحد يدري لماذا يأتي الموت في هذا المكان دون غيره، ليأخذ هذا الشخص دون سواه، بهذه الطريقة لا بأخرى، ولا لماذا نقع في حبّ شخص بالذات. لماذا هو؟ لماذا نحن؟ لماذا هنا؟ لماذا الآن؟
وحدهم الذين عادوا من «الحبّ الكبير» ناجين أو مدمَّرين، في إمكانهم أن يقصّوا علينا عجائبه، ويصفوا لنا سحره وأهواله، وأن ينبّهونا إلى مخاطره ومصائبه، لوجه الله.. أو لوجه الأدب.
إن لم يكن للأدب في حياتنا دور المرشد العاطفيّ، فمن يتولّاه إذًا؟
ومن يُعدّنا لتلك المغامرة الوجدانيّة الكبرى، التي ستهزّ كياننا عندما لا نكون مهيّئين لها، وستواصل ارتجاجاتها التأثير في أقدارنا وخياراتنا، حتى بعد أن ينتهي الحبّ ويتوقّف زلزاله؟
إن كانت الهزّات العاطفيّة قدرًا مكتوبًا علينا، كما كُتِبَت الزلازل على اليابان، فلنتعلّم من اليابانيّين إذًا، الذين هزموا الزلازل بالاستعداد لها، عندما اكتشفوا أنّهم يعيشون وسط حزامها.
” من نسيان . كم ”