بالفيديو.. شاهد الذي يحدث في عيد الحب.. يختصر كل الكلام: “اليوم محتاج لحُضن”

أله: أتدري لماذا يموت الأشقياء بلا وطن؟ فأجاب: لأن الوطن لم يحبهم، وقبل أن يكمل حديثه أطال النظر إلى النافذة، حيث طائران يطوفان سماء المدينة، يتبادلان الأماكن، ويتراقصان بحركات بهلوانية على سيمفونية كونيّة لا يسمعها سواهما، ثم قال: الآن يمكننا وضع تعريفًا أقرب للوطن، فرغم اتساع المساحة الزرقاء، فضّل كلاهما أن يتقاربا إلى هذا الحد. القرب يا عزيزي، لا ببراح الكون، ولا باتساع الأفق، فقط عليك أن تقترب إلى أقصى درجة ممن تحب لتشعر بدفء الوطن، أقولها لك صراحةً: الأشقياء يموتون لأن الوطن لم يحتويهم.

يقول الطبيب لأم بعد الولادة: ضمية إلى صدرك، فتشير إلى والده، فيعترض الطبيب طريقه: «ياريت تحضنيه بنفسك علشان يسمع ضربات قلبك التي اتعود عليها 9 شهور»، وهنا نضع سؤالاً آخر: وطننا الذي اعتدناه، أم يحتوينا؟. طبيب الأطفال في بريطانيا «نيلز بيرجمان» يقول: قلب الطفل لا يتحمل عناء النوم بعيدًا عن حضن أمه، أمه تحديدًا، لا غيرها ولا سواها، وكيف عرف هذا اللئيم أنها أمه؟! اعتادها؟! بالطبع لم يسع رضيع أن يعتاد أشياءً أو أشخاصًا، هي الفطرة، الحب فطرة، والاحتواء رغبة لا يشبعها إلا الحضن. وطن الطفل ضمّة أمه، بما أن، وإذًا، وطننا هو الذي يحتوينا، لا الذي اعتدناه.

إذًا لماذا يولد الأشقياء؟ في الحقيقة، الناس لا يولدون على هذا، بل يدفعهم العالم للتعاسة تدريجيًا، وربما على حين غفلة، ليكتشفوا فجأة أنهم صاروا هكذا، لو أننا نعلم أن فطرة الطفل هي سُنّة الكون، لو أننا نعلم أن الفطرة عمومًا هي لغة ودين، ما وصلنا للشقاء. ابحث عنها في معاجم اللغة، ستجد معناها «الطبيعة»، وفي الصوفية «حدس أو بصيرة»، وفي المسيحية «إحساس رباني». وكلها تعريفات مؤداها أن الإبقاء على الفطرة أو العودة إليها هو الخلاص بعينه، يوم أن يعرف المواطن أن الوطن احتواء، وأنه كما كان صغيرًا متعطشًا لحضن أمه كسبيل للأمن والراحة، فعليه أن يسعى كبيرًا لاكتساب نفس الروح من ضمّة تعيده لفطرة الطفولة، تمنحه فلسفة المحاربين، بأن براح الكون يمكن أن يولد من رحم أضيق مساحة على الإطلاق بين فردين.

يقول صلاح جاهين: «غريب الحضن لو فارق يسيب علامات وآخر حضن كان فارق معاك بالذات»، من هنا نعرف فلسفة الحضن، ليتحول من مفهوم واسع كالوطن، إلا مفهوم شخصي وذاتي جدًا، يترك أثرًا حاضرًا أو غائبًا، قبله وبعده، وما بينهما عالم لا يعرفه سوى صاحبه، لكن المعروف للجميع ومؤكد بالدراسات أنه إحدى الحلول الجوهرية لمشاكل استعصى حلها، لو افترضنا أن كل مشاكلنا لها آثارها النفسية، فبالتأكيد جانب كبير من حلها سيكون بين ذراعين «علشان اليوم محتاج لحُضن».

من هذا المنطلق، تجوّلت عدسة «المصري اليوم» في شوارع المدينة لتتعرف أكثر على أهمية «الحضن» من وجهة نظر البعض، بجانب رصد ردود أفعال آخرين فور سماعهم كلمة «الحضن»، وطريقة تعاملهم مع تجربة عملية لشاب يرفع لافتة وسط الشارع مدوّن عليها جملة «free hug». كل هذا تشاهده في الفيديو التالي:

 

اضغط هنا لمشاهدة الفيديو على قناة النيلين

المصري لايت

Exit mobile version