فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أود أن أعرف حكم الشرع في مسألة بعينها..
أنا مهندس معماري، وعند تصميمي للمباني المختلفة لا أضع اعتبارًا لتوجيه مقعد دورة المياه باتجاه القبله أو بإدبارها وذلك لأن على حسب معلوماتي أن توجه الإنسان اتجاه القبله أو إدبارها عند قضاء الحاجة يكون فقط في الخلاء وليس داخل المسكن أو المبنى.
فما الحكم الشرعي الصحيح لهذه المسألة؟
وشكرًا
جزاك الله خير
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فالكعبة المشرفة هي من أجلِّ شعائر الله التي أمرنا بتعظيمها في قوله تعالى {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} ومن تعظيمها أننا لا نستقبلها ولا نستدبرها حال قضاء الحاجة؛ لما رواه الشيخان من حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسـلم قال (فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها بغائط أو بول، ولكن شرقوا أو غربوا) وفي صحيح مسلم من حديث سلمان رضي الله عنه قال (نهانا رسول الله صلى الله عليه وسـلم أن نستقبل القبلة بغائط أو بول)
وقد روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال (رقيت يوماً على بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وسـلم يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر القبلة) ولذلك فإن جمهور العلماء ومنهم الأئمة مالك والشافعي وأحمد أن هذا الحكم إنما يكون في الفضاء، أما إذا كان في داخل البناء فإنه يجوز من غير كراهة، وهذا القول هو الذي تجتمع به الأدلة ويحصل به إعمالها كلها.
وعليه فلا حرج عليك في أن يكون مقعد الحمام في التصميم الهندسي متجها إلى القبلة أو مستدبرًا إياها، والعلم عند الله تعالى.