فجر رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني، السيد الفريق شرطة أحمد إمام التهامي (قنبلة) حقيقية تحت قبة البرلمان، عندما اتهم الجهاز التنفيذي بولاية الخرطوم- وهو حكومتها- بإهمال أولويات المواطنين والانشغال بالاجتماعات غير المجدية. وكشف عن أن مواطن الريف الشمالي- كرري- أصبح الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان والأمراض المختلفة بسبب المياة الملوّثة.
السيد النائب المحترم شنّ هجوماً عنيفاً على حكومة الخرطوم الحالية، وقال: إن الريف الشمالي لم يشهد زيارة مسؤول واحد من هذه الحكومة لتفقُّد أحوال الناس.
القضية كبيرة، وللبرلمان أن يختار طريقة للمعالجة، لكن الذي يهمنا هنا هو قضية السرطانات والأمراض ( الغريبة) التي أخذت في الظهور ثم الانتشار، والتي ما عادت تفرِّق بين طفل وشيخ، مثل (جرثومة المعدة) وأمراض الكلى وأخرى ذات صلة بالجهاز الهضمي.
أواخر أكتوبر الماضي وتحديداً في يومي الثلاثين والحادي والثلاثين منه، انعقدت في الخرطوم ورشة حول الكشف المبكر عن السرطان، هذا المرض الخطير الذي أخذ يفتك بالآلاف كل عام دون أن يجد من يتصدى له إلا بالمسكنات، خاصة وأنه لم يتم اكتشاف علاج لهذا المرض الخبيث- حمانا الله وإياكم- حتى يومنا هذا.. وقد تلقيت دعوة كريمة من الدكتور حسين عوض الكريم حسين مكي، اختصاصي علاج الأورام، والقائم بأمر تلك الورشة التي استضافت أكثر من مختص وخبير محلي وعالمي, تحت مظلة مركز الخرطوم التخصصي للأورام.. ولم أكن وحدي من أهل الصحافة والإعلام، وقد شاهدنا من خلال الأفلام وعروض العواكس الرأسية المرتبطة بالحواسيب الـ(OVER HEADPROJECTOR) واستمعنا إلى الخبراء والمختصين حول هذا المرض الخطير، ومدى انتشاره في أفريقيا ومن ضمنها السودان, ما هزّ دواخلنا وأقلقنا حقيقة، خاصة في مجال انتشار سرطان الثدي الذي هو أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في السودان والذي يصيب الرجال أيضاً، وهي معلومة ما كان لنا أن نعرفها أو نتعرّف عليها لولا أننا شاركنا في آخر نشاط علمي لتلك الورشة.
وتعرّفنا على أنواع أخرى من هذا المرض الخطير أخذت طريقها إلى بيوتنا، ومسبباتها التي يمكن تفاديها مثل سرطان عنق الرحم والذي تتسبب به عدة عوامل في زيادة احتمالات الإصابة به, مثل تعدّد الممارسات الجنسية غير الشرعية، وبدء الحياة الجنسية مبكراً أو في سن صغيرة للفتيات، واستعمال حبوب منع الحمل لفترة طويلة بالإضافة للتدخين.. هذا بالنسبة للنساء.. أما الرجال فإن سرطان البروستات هو الأكثر إصابة لهم وانتشاراً وشيوعاً، وهو ثاني سبب لوفيات السرطان عند الرجال بعد سرطان الرئة، ومسبباته تكاد تنحصر في الممارسات الجنسية غير الشرعية والأمراض المنقولة جنسياً, إضافة للتدخين والمبيدات الكيميائية.
نحن الآن حقيقة في حاجة ماسة لحملات توعوية مكثفة للتحذير من مسببات هذا المرض القاتل.. ونضم أيضاً صوتنا إلى صوت الدكتور حسين عوض الكريم والذين معه، لبناء حائط صد قوي في مواجهة الهجمة السرطانية القاتلة التي تهدد مجتمعنا، ونضم صوتنا للسيد الفريق أحمد إمام التهامي بضرورة اهتمام حكومة الخرطوم وحكومتنا الاتحادية بهذا الأمر، والعمل على مكافحته بشتى السبل وأولها الحملات الإعلامية المكثفة.. ونقول لهم: قوموا إلى أداء واجبكم يرحمكم الله.