على إثر مقال الأمس “البتعرف الحبل ما بتتلوى”.. الذي اجتهدنا أن نحيط فيه بجذور تداعيات أحداث الأزمة الطارئة بين قبيلتي”الميرفاب والجهيماب”.. الخلفية التاريخية التي أحسن سردها الأرباب الأستاذ سليمان خالد..
* علي خلفية هذه الأحداث مقروءة مع ماتناولته الصحف.. كانت محادثة الأخ الأستاذ صلاح حسن سعيد معتمد محلية بربر..
* وحقيقة وجدت نفسي أمام معتمد مرتب الأفكار ثاقب الرؤية، عقلاني غير هتافي، منحاز بصورة صاخبة للمصلحة العامة، يمثل بامتياز السلطة التي يجب أن تنتهي إليها كل المآلات.. وللذين يقرأون بتطرف.. أنا أبذل هذه الجمل الناصعة في رجل آل سعيد لوجه لله والحقيقة ..
* بادئ ذي بدء يرى الأخ المعتمد أن مصادر الصحف التي خرجت بمينشتات “احتقان بين قبيلتي الميرفاب والجهيماب بمحلية بربر” !! .. أن مصادر الصحف كانت فقيرة جداً لدرجة أنها في الغالب لم توفق في التوصيف المناسب لما حدث، على أن شجاراً محدوداً حدث بين بعض الشباب وتم احتواؤه والسيطرة عليه في حينه، ويساهم العقلاء الآن من الطرفين في تصفية ماعلق من آثار هذا الحادث، فضلاً عن أن بين الطرفين مواثيق صلح محترمة بين الجميع، ومشهودة ومحروسة من قبائل المنطقة برمتها، على أن محليته قد أخذت كتابها بقوة وأصبحت هي الجهة الوحيدة التي تباشر عمليات التحصيل، وذلك في إشارة إلى الممارسة الدخيلة على وﻻيته المستقدمة من وﻻيات أخرى، والتي جعلت بعض الأهالي يقومون مقام الحكومة في تحصيل رسوم التعدين!! بل ذهب إلى أكثر وهو يؤكد أن الأرض حكومية وأن الحكومة ستقوم بواجبها، كما أكد السيد المعتمد أن أجهزته الأمنية تقوم بدورها وواجبها في حماية الأمن ومتابعة الأحداث، غير أن ما بين القبيليتين من أواصر القربى والتصاهر والتداخل، فضلا عن ما يتمتع به الجميع من وعي وإدراك ومسؤولية أخلاقية وإبعاد وطنية جديرة بنزع فتيل الفتنة في مهدها، وناشد الجميع مساندة مسيرة التنمية التي تنتظم المحلية في عدة حوار..
* وهنا بيت القصيد، والحديث لمؤسسة الملاذات، يفترض أن معركتنا المقدسة في هذه الوﻻية تكمن في “محاربة الفقر والجهل والمرض” .. القصة تبدأ بالموسم الشتوي الذي بين يدينا.. والجهود التي تبذل في مستشفى بربر وقطاعات التعليم والتنمية !!
* أعظم ما تمتلكه وﻻية نهر النيل في أزمنة “تفشي ثقافة كناتين التجزئة الاثنية والعشائرية” هو أنها “الوﻻية الوطن “وليست مطلقا ” الوﻻية القبيلة”.. وﻻية “أنا سوداني ويا وطني العزيز يا أول وآخر” .. “وﻻية حقو الناس يجوها يشيلو منها الفأل”.. وﻻية المدرسة الوطنية تاريخياً.. على أن الذي هو أغلى من الذهب.. هو ذلك التصافي والتلاحم الحميم بين أبناء الميرفاب والجهيماب في مقاهي “ود ابخف وشيحة ” في مدينة بربر.. وأرصفتها ومواقف مواصلاتها .. في أفراحها وأتراحها .. والتلاقي والتصافي في “أم بطنا طويلة” العبيدية.. ﻻ الذهب وﻻ كنوز الدنيا كلها يمكن أن تفتت هذا النسيج الاجتماعي العصي الذي بني على مدار عقود من الزمان المهيب !! .. يمكن أن يحدث أي شي في هذه المنطقة.. إلا انفراط العقد الاجتماعي .. وليس هذا كل ما هناك…