أنهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، اجتماعات امتدت ليومين، ناقشت التطورات السياسية الحالية، بالتركيز على مؤتمر الحوار الوطني، ووجهت انتقادات لحزب المؤتمر الشعبي، ودمغته بالتهيؤ للحاق بمقاعد السلطة بالاتفاق مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وتمسكت اللجنة المركزية بموقف الحزب الشيوعي الرافض للانخراط في الحوار الذي انطلق بالخرطوم في العاشر من أكتوبر الماضي، وأفاد المتحدث باسم الحزب يوسف حسين في بيان صحفي، طبقاً لـ(سودان تربيون) أمس، أن إخراج الحوار مما وصفه بعنق الزجاجة رهين بتوفير الشروط والمطلوبات التي تقود الحوار الى المسار الصحيح.
وأجمل البيان المطلوبات في إنهاء الحرب وتفكيك الشمولية وتوفير الحريات والاتفاق على فترة انتقالية، ثم عقد المؤتمر الدستوري.
ورأت مركزية الشيوعي أن الحوار بشكله الراهن، لن يقود إلاّ لتوسيع القاعدة السياسية والاجتماعية لذات النظام الشمولي القائم، وأنه سيعيد إنتاج الأزمة الوطنية العامة التي تعصف بالبلاد.
وهاجمت اللجنة موقف المؤتمر الشعبي المؤيد للحوار، واتهمته بالاستعداد لامتطاء جواد السلطة، وقالت المركزية في بيانها إن حزب المؤتمر الشعبي أصبح بالفعل عراب الحوار والناطق الرسمي باسمه، بل يطرح حالياً تكوين فيلق إسلامي مع المؤتمر الوطني في انتخابات النقابات المقبلة، وبالتالي لن يتجاوز التغيير الذي يدعو له حدود تقسيم السلطة والمناصب.
وأبدت مركزية الشيوعي لامبالاتها حيال التخوفات التي تحيط بمصير الحزب واحتمالات مواجهته حالة من الانعزال بسبب موقفه من الحوار.
وذكرت: الانعزال كما دللت تجربة المصالحة الوطنية على عهد الرئيس الراحل جعفر نميري هو الابتعاد عن الموقف السياسي الصحيح المنحاز لجانب جماهير الشعب ومصالحه وقضاياه، كما أن التراجع نحو مسارات أخرى للحوار لن يضيف بعداً جديداً لإقالة الحوار من عثراته.
وشددت اللجنة المركزية علي ضرورة توسيع الحركة الجماهيرية بشحذ التكتيكات السلمية للبناء والتدقيق في الشعارات، بما يفتح الأفق واسعاً أمام تعبيد الطريق للانتفاضة لإسقاط النظام، وجددت موقف الحزب الشيوعي الرافض لمشاركة السودان، في حرب اليمن تحت مسمى (عاصفة الحزم).
وكانت مركزية الحزب الشيوعي، عقدت اجتماعاتها يومي الجمعة والسبت الماضيين وناقشت تقارير قدمها المكتب السياسي شملت موقف تنفيذ قرارات اللجنة المركزية السابقة (دورة أغسطس)، وتقرير نشاط المكتب السياسي للحزب بين دورتي اللجنة المركزية بجانب تقرير اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس للحزب المقرر انعقاده أواخر هذا العام فضلا عن النظر في بعض المسائل والقضايا المرتبطة بتنظيم الحزب.
صحيفة الجريدة