قال الشماشي الذي تم القبض عليه ذات كشة وهو يجيب القاضي عن سبب مثوله أمامه، والله يا مولانا كنا بنلعب طرة كجنكا بالشرتيت.. فجأة النمتي كبس.. اتنين تفتيحة كبوا الزوغة وواحد فارة ماثل أمامكم يا هو أنا دا… وقال أحدهم وهو يشرح لآخر سبب وجود الإسعاف داخل حلتهم (دي مرة بتها عملت الحبيب بورقيبة مع واحد، يعني مأنتمين مع بعض، قام الواحد دا عمل الضو قدم الخير لأهل البت، وأهل البت لمّا عرفوا إنو الواحد دا ما عامل نصرالدين شغيل، عملوا ليهو الجزيرة أبا، ولامن عملوا ليهو الجزيرة أبا، قام هو والانتيمة بتاعتو عملوا الضوء الشارد وبعد داك عملوا عقد الجلاد، وأم البت لمّا عرفت الخبر دا عملت أحمد الدوخي.. والترجمة على مسؤولية القارئ ولكن نفيده فقط بأن الحبيب بورقيبة هو الرئيس الأسبق لتونس، والضو قدم الخير لاعب سابق بالمريخ، ونصر الدين شغيل، لاعب حالي بالهلال، والضوء الشارد مسلسل مصري مشهور، وأحمد الدوخي لاعب كرة قدم سعودي سابق، والجزيرة أبا وعقد الجلاد لا يحتاجان لتعريف.
قريباً من هذه اللغة المدغمسة ظللنا على مدى الأيام الماضية نسمع تعليقات وأحاديث من مسؤولين كبار عن الذي يحدث في الجمارك والاتهامات التي طالت اثنين من قياداتها السابقة، فمن قائل لنا إنها شبهات شخصية لا تمس بنية الجمارك، ومن قائل إنه لم يثبت حتى اللحظة – وضع تحت عبارة حتى اللحظة ما شئت من خطوط وبموازاتها ما عنَّ لك من علامات تعجب – ما يدين أياً من منسوبي الجمارك، ومن شدة (اللولوة والدغمسة) التي ظلت تصاحب أيما حديث رسمي عن هذه القضية، حتى أن سامعه أو قارئه لن يخرج منه بشيء محدد، بل العكس إذ يثير في نفسه المزيد من الشكوك والأسئلة بدلاً من أن يقدم إجابات ويطرح توضيحات، وقد ذكرني هذا الأسلوب الحلزوني الملولو بقصيدة لشاعر شايقي يقول في مطلعها (أنا داير أنط الحوش بردلب.. أنا داير أشوف اللابسي الدهب)، كما ذكرني كذلك بالخبر الذي سبق أن أوردته إحدى الصحف تحت عنوان (الحرامي للقاضي.. أنا ما سرقت بس جيت أعاين) ويقول متن الخبر إن ذاك الحرامي عندما فشل في إنكار تسوره للمنزل ووجوده بداخله، برر ذلك بأنه لم يأت للسرقة وإنما للمعاينة فقط.. وكأني بهذا الحرامي كان يستنجد بالأغنية الشهيرة للفنان اللحو (السمحة يا نوارة فريقنا يا العسل يا النشفتي ريقنا.. السمحة يا دهب الخزاين تشبهي الموز في الجناين.. تهموني بيك وأنا قالو خاين أنا ما سرقت بس جيت أعاين).