جميعنا مشغولون بقضايا ربما نعدّها، أو هي كذلك، من الأولويات والضروريات التي تهم المواطن كقضايا الصحة والأمن والقضايا الاقتصادية المتشابكة وقضايا السياسة التي تشغل المجالس والبيوت ما بين حزب معارض وآخر مشارك، وزعيم برة وآخر جوة، وفي هذه الأجواء يلعب بعضهم ما يناسبه وصفاً (الديرتي قيم) أو الألعاب القذرة التي لا تخضع لقيم ومثل وأخلاق ويتجاوز فيها أصحابها خانات ضميرهم النائم والمغيب والعميان، لأن ضمائرهم وعيونهم لا ترى إلا أوراق البنكنوت والعملات الحرة حتى ولو على حساب أجساد الشباب، يسلبونها الصحة والعافية، وعقولهم يسرقونها ويفقدونها التمييز، ودليلي على ذلك أن السلطات أمس ضبطت حاوية قادمة من إحدى الدول العربية محشوة ومعبأة بالمخدرات من شاكلة الحشيش والحبوب داخل ثلاجات “ديب فريزر” هي الواجهة لصفقة الموت التي يراد بها تدمير شبابنا وجعلهم بلا حاضر ولا مستقبل ولا طموح.. لكن الذي لفت نظري في هذا الخبر أن الشحنة جاءت بواسطة إحدى الشركات، وبالتالي فإن أصابع الاتهام مباشرة يجب أن تتجه إليها، وهو المنطق في مثل هذه الحالات، وأظنه الإجراء القانوني والجنائي المتبع في مثل هذه الجرائم!! وإن كنت على ثقة أن يد العدالة ستمضي في هذا الاتجاه كشفاً عن تجار الموت، إلا أنني بت أتوجس خيفة وأضع يدي في قلبي ألا يمضي الأمر في السياق الذي يجب أن يمضي فيه ح تقولوا لي ليه؟ أقول لأن التجارب أكدت أنه في بلدنا دي السمك الكبار ما بموت والتماسيح لا يجرؤ أحد أن يصطادها، وإلا قولوا لي ما الذي توصلت إليه التحقيقات في قضية الحاويات التي تحمل نفايات إلكترونية قيل إنها مجهولة النسب؟! أين وصلت الحقائق في شحنة المخدرات السابقة؟ وهل قدم من قبض عليهم أو حامت حولهم الشبهات إلى محاكمة عادلة؟ الإجابة، وعلى حد متابعتي، لا!! إذن دائماً هناك جريمة من غير متهم، وهناك كارثة من غير فاعل.. لكن الأدهى والأمر هو السؤال الذي لو أنه طرح سيكون أكثر مرارة وألماً: كم مثل هذه الشحنات كبرت أم صغرت وجدت لها “خرم إبرة” ونفذت منه إلى الأسواق والبيوت والجامعات والمدارس ليتعاطاها شباب هم أمل هذه البلد وثمارها الغضة، وبعضهم وجد في دخان الحشيش متنفساً لضغوط نفسية تسببت فيها العطالة والفراغ وكبت الطاقات، وبعضهم رماه رفاق السوء أو حظه العاثر في طريق حبوب الهلوسة لينفصل عن واقع هو رافض له حتى لو كان ذلك من وجهة نظره، دون الدخول في فرضية هل هي وجهة نظر خاطئة أم صائبة؟؟!
الدايرة أقوله، إن كل قضايا الفساد المسكوت عنها لا ترقى في مستوى الإجرام لقضايا الاتجار بالمخدرات التي هي الجريمة الأكبر والأعظم والأكثر سوءاً، لذلك لا ينفع أن يتسرب الخبر إلى الصحف ونسمع عن ضبط شحنة مخدرات في بورتسودان وتابعة لشركة وفل استوب.. على الجهات المسؤولة الإفصاح عن اسم الشركة وملاكها واتخاذ كل الإجراءات القانونية بشكل سريع وعاجل، لأنه مؤكد أن هذه الشركة لا يملكها شخص يلبس طاقية الإخفاء أو هو ملك بلاد الجن الأحمر!!
{ كلمة عزيزة
جاءتني تحمل ملفاً رتبته بعناية وعرفتني عن نفسها بأنها الرائد (م) “زاهية عبد الله مصطفى”، وذكرتني بأنها الضابط التي كشفت قبل ما يقارب الخمس سنوات من الآن عن عملية تهريب حوالي (23) كيلو ذهب وعدد كبير من العملات الأجنبية.. وطبعاً مثل هذه الضابط توقعت أن تكون الآن تمت ترقيتها بشكل استثنائي على دفعتها تكريماً وتحفيزاً لشجاعتها، لكنني للأسف علمت أنها قد أحيلت بعد هذه الحادثة إلى المعاش، والأكثر أسفاً أنها حُرمت من حقها القانوني في المكافأة التي تمنح في هذه الحالات.. في العموم ودون شرح، ملف الرائد (م) “زاهية” بحوزتي يا وزير الداخلية.. ويا وزير المالية ويا مدير عام الشرطة ويا مدير الجمارك، وأنا جاهزة لتسليمه عند الطلب، وبارك الله في من أعاد لمظلوم حقه وعدل من ميزان العدالة إن اختل!!
{ كلمة أعز
أسمعني أمس ابني “وضاح” مجموعة أغانٍ جديدة للفنان “جمال فرفور” دحض فيها “جمال” بالكامل مقولة إنه ظل معتمداً على أغاني الغير.. الأغاني كاملة النضوج كلمات وموسيقى، وبالطبع أداء، ولو أن “فرفور” ركز في الفترة القادمة على منتوجه الخاص فسيعلم لنفسه مع الكبار وبحقو!!