* جمعتني مساء أمس الأول جلسة مطولة مع الدكتور محمد طاهر أيلا، والي ولاية الجزيرة، في دعوة عشاء، أقامها العضو البرلماني المعروف أبو القاسم برطم.
* حرصت على استغلال الجلسة لاختبار الطريقة التي يفكر بها أحد أنجح ولاة السودان.. الرجل الذي اعتبره كثيرون (منقذ) تجربة الحكم الاتحادي من الفشل.
* اجترح أيلا ما يشبه المعجزة في الشرق، وحول عاصمة الولاية إلى مدينة عصرية، اجتذبت آلاف السياح الأجانب، بخلاف مئات الآلاف من المواطنين، الذين وجدوا في الثغر ضالتهم للترويح عن أنفسهم، وقضاء إجازاتهم في مدينة نظيفة، راقية، مهندمة، تزخر بإمكانات سياحية هائلة.
* هناك من يشكك في إمكانية انتقال شريط نجاح أيلا إلى أرض المحنَّة، لكننا نرى غير ذلك، لأنه عانى من مشاكل كبيرة، وأزمات مزعجة في ولاية البحر الأحمر وقهرها.
* عانى من شح الماء والكهرباء، وقلة الموارد، وتعدد المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في ولاية متخلفة وفقيرة ونجح.
* الجزيرة تمثل أرض الفرص السانحة بالنسبة لرجل دولة مبدع، يجيد صناعة النجاح، ويهوى تحويل الخراب إلى عمار.
* في الجزيرة لا توجد مشاكل مياه وكهرباء، والموارد ضخمة، بمساحات زراعية هائلة، وثروة حيوانية تقدر بعشرة ملايين رأس من الأنعام في مشروع الجزيرة وحده.
* على جانبي الطريق الممتد من العاصمة إلى سنار، الذي يبلغ طوله أكثر من مائتين وخمسين كيلومتراً توجد أراضٍ خصبة، ومياه وفيرة، وطرق معبدة، يمكن أن تستغل كلها في (التخديم) على منتجات مشروع الجزيرة، بصناعات تحويلية، تستغل الألبان لتصنيع منتجاتها، ومحصول الفول وبذور القطن لإنشاء معاصر للزيوت، بخلاف إمكانية استغلال تلك الأراضي في إنتاج محاصيل بستانية، بمقدورها أن تدر على السودان مئات الملايين من الدولارات، حال نجاح حكومة الولاية في مساعدة المزارعين على تصديرها.
* وجدت كل تلك الأفكار حاضرة في ذهن أيلا المتقد المنظم.
* كالعادة، كانت التنمية في مقدمة اهتماماته، ولا غرابة، فتجربته السابقة أكدت له أن تنمية البشر تمثل الرصيد الأكبر والأبقى للحاكم، وما فعله أيلا في مجتمع البحر الأحمر يؤكد صدق ذلك الحديث، لأن كل النجاحات التي تحققت هناك حدثت لأن حكومة الولاية استثمرت مليارات الجنيهات في تنمية البشر، وتوفير فرص عمل لهم، ومساعدتهم على الإنتاج، وتمويلهم بضمانات قدمتها حكومة الولاية للمصارف.
* احتفاء أهل الجزيرة بحاكمهم ظهر جلياً في دعمهم لكل ما أنجزه خلال فترته القصيرة في الولاية.
* كل طريق تم رصفه (بالإنترلوك) شهد مشاركة مجتمعية، بلغت حد المساهمة في التمويل، وتوفير الطعام والماء للعمال والمهندسين المنفذين.. كل أمر إزالة لتوسعة طريق تم تنفيذه بلا احتجاج.
* نجح أيلا في الشرق لأنه امتلك (رؤية) مبدعة، ومنهج تفكير واقعياً، وجرأة في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لذلك نتوقع له مزيداً من النجاح في الجزيرة، لأنها تمتلك مقومات النجاح، ولأن من يحكمها يهوى النجاح، ويمتلك مؤهلاته تماماً.