أقرَّ القيادي بالمؤتمر الوطني د. قطبي المهدي بصعوبة تحقيق الإصلاح داخل المؤتمر الوطني، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الفساد بالدولة، ووصف عمليات الإصلاح التي تجري حالياً بأنها عملية صعبة ومعقدة لأنها تستهدف معالجة أمراض مزمنة، واعتبر أن الحزب فقد الحيوية ودوافع التجديد والإصلاح. ووجه قطبي انتقادات لحزبه لجهة أنه لم يبدأ بتطبيق الإصلاح في أماناته وهياكله، ونفى أن يكون سبب ضعف المؤتمر الوطني هو الاختراق، وقال: (الوطني فقد الحيوية الكافية ليرتفع إلى المبادئ التي أنشئ على أساسها)، وزاد: (ضعفت فيه دوافع الإصلاح والتجديد والارتقاء بالعمل العام إلى مستويات أخلاقية متوقعة منه). وأشار الى حاجة الدولة لإصلاح جذري في كافة مؤسساتها، ودافع في الوقت نفسه عن بطء سير عمليات الإصلاح، وأكد أنها تستغرق وقتاً طويلاً.
وقال قطبي ل(الجريدة) أمس، إن الفساد أصبح ثقافة عامة بعد إن كان في السابق يعتبر نشازاً في المجتمع، ورأى أن ذلك يجعل مهمة تطبيق الإصلاح صعبة باعتبار أن ذلك يحتاج إلى تغيير ثقافي، واستدرك قائلاً: (لو أن الفساد يحتاج الى قرارات فقط وقوانين فالدولة الآن تملك هذا)، واستند على ذلك بتعديل أكثر من ( ٦۰ ) قانوناً وإنشاء مفوضية لمكافحة الفساد، وتابع: (نتائج الإصلاح لا تظهر بين ليلة وضحاها، وهي شاملة وعميقة الجذور). وفي رده على سؤال حول امتلاك الوطني لأدوات كافية لتحقيق الإصلاح قال قطبي: (كنا نأمل ذلك حسب مبادئ الحزب المعلنة)، وانتقد عدم تطبيقها في تكوين أماناته الثقافية والاجتماعية، وأردف: (الوطني لم يكن حزب سياسي فقط وإنما حركة إسلامية).
صحيفة الجريدة