أنقذوا بورتسودان

* ما وطئت قدما زائر أرضها في السنوات الأخيرة إلا ووجدها كالعهد بها تحافظ على ألقها، وسحرها، وفتنتها، وطيبة أهلها، و(نظافتها) في وقت نزور فيه مدنا عديدة من ولايات السودان المختلفة فلا نجد شيئاً أكثر (اتساخاً) من شوارعها سوى (ضمائر المسؤولين) عنها من أصحاب الجلاليب (الناصعة)..!
* بورتسودان التي كانت في السنوات الأخيرة مزاراً سياحياً، ومضرباً للأمثال وتاجاً على رأس المدن غزتها القذارة الآن، واستوطنت بها النفايات، وتردت فيها الخدمات، وتراجع الإمداد الكهربائي، وفقدت بريقها السياحي، وتصالحت مع مياه آسنة بعد عجز حكومتها الجديدة عن شطف أمطار لم يعتد الناس هناك على رؤيتها في اليوم التالي.. بورتسودان (الأنموذج) تحتاج لمن ينقذها، وولاية البحر الأحمر برمتها تحارب السياحة وتتراجع للوراء؛ و(بدلاً من أن يبدأ الوالي أحمد علي حامد من حيث انتهى أيلا جنّد نفسه لإقصاء كل معاوني الوالي السابق، والعصف بكل مشروع تنموي بدأه أيلا)..!
* حزنت جداً عند قراءتي بصحيفة (المجهر) لتقرير كتبه الزميل سيف جامع من بورتسودان قبل يومين نعى فيه (الثغر الباسم)، وعكس حال المدينة الآيل للسقوط، ونقل صرخات المواطنين المكلومين الذين يشاهدون كل ما تم بناؤه في السنوات الماضية تسعى الحكومة الجديدة – دون سبب – لهده في شهور معدودات..!
* يا أسفي وحسرتي على (الولاية الدهشة) التي كنا كلما زرناها طرحنا تساؤلات ملحة: (هل حصلت البحر الأحمر على تأشيرة خروج من السودان فتحسن حالها لوحدها وباتت مقيمة بيننا بالجغرافيا فقط، أم أن أهاليها وواليها اجتهدوا وخططوا وثابروا وعملوا بتفانٍ فكان لهم ما أرادوا؟.. هل عبرت بورتسودان البحر وجاورت جدة فأضحت تمشي على خطاها، أم أن حكومة ولايتها أرادت لها أن تمشي (تنموياً) على خطى جدة والإسكندرية وغيرها من المدن الساحلية؟
* يبدو أن عهد تلك الأسئلة انتهى، وزمن الدهشة ببورتسودان قد بدأ في الوداع، و(لا أحد ينقذ البحر الأحمر من الضياع)..!
* كنا كلما زرنا البحر الأحمر لحضور مهرجان السياحة والتسوق – الموءود الآن – سألنا المولى عز وجل الرحمة لولاة معظم ولاياتنا الذين (كفّنوا) المدن حية، و(عمايلهم) أيضاً تسعى (حية).. مدن كانت ملء السمع والبصر لم نعد نسمع لها ذكراً وإن حزمنا حقائبنا واتجهنا إليها عدنا من حيث أتينا دون أن نفتح (شنطة الهدوم)، فالمشهد هناك (لا يفتح نفسك) للإقامة، وتردي الأوضاع والحال الآيل للسقوط يفتح براكين من اللهب (وبورتسودان الآن تدخل ذاك النفق الصعب)!
* كانت (مشكلة المياه) هاجساً يؤرق (أهل البحر) والحكومة المركزية تُصدِّر الوعود، ولكن يبدو أنهم في عهد الوالي الجديد (حيشربوا ما يرووا).
نفس أخير
* الغليان يسيطر على بورتسودان!

Exit mobile version