الكهرباء ( قطوعات الغمتي ) والغاز ازمة قادمة

شهدت أجزاء واسعة من العاصمة خلال الأيام الماضية وما تزال إلى الآن تشهد قطوعات للتيار الكهربائي على طريقة (الغمتي)، فرغم أنها فيما يبدو قطوعات مبرمجة و(مدبرة) سلفاً من إدارة الكهرباء، إلا أنها لم تعلم المواطنين بها حتى يدبروا حالهم، وإنما آثرت أن (تغمتهمم) بها غمتاً، دون أن تكلف نفسها بوضع برمجة محددة لهذه القطوعات وإعلانها على الملأ، وغير ما في هذا الأسلوب (السادي) الذي دأبت عليه إدارة الكهرباء، من عدم احترام لإنسانية عملائها وعلى ما ينطوي عليه من إخلال حتى بعقد الإذعان المبرم بينهما، فإنه يتسبب في خسائر فادحة للمصانع والمؤسسات الإنتاجية الأخرى، ثم حدث ولا حرج عن الخسائر الجسيمة التي يتكبدها المواطنون في مساكنهم، بما تتسبب فيه هذه القطوعات العشوائية الهمجية من أعطال قد تصيب أجهزتهم الكهربائية من ثلاجات وتلفزيونات وحواسيب ومكيفات إلى آخره من مقتنيات منزلية. ورغم أن إدارة الكهرباء تبيع سلعتها للمستهلك على طريقة أولئك الفهلويين الذين يبيعون (السمك وهو داخل الماء أو الطير وهو يحلق في الهواء)، إلا أنها لم تلتزم يوماً بدفع تعويض مجزٍ ومشروع لأي متضرر، فأي حيفٍ وجورٍ وديكتاتوريةٍ هذه التي تمارسها بكل صلف وعنجهية هذه الهيئة (السنية)، فبعد كل هذه الحقوق لمشتريي الكهرباء عليها، وبدلاً من أن تواددهم وتلاطفهم وتهوّن عليهم مصيبتهم التي كانت هي سبباً فيها، فإنها لا تعيرهم أدنى التفاتة، رغم حالات القلق والتوتر التي يكابدونها في انتظار عودة التيار الذي ينقطع بمشيئة الإدارة ويعود أيضاً بمشيئتها والمواطن صاحب الحق آخر من يعلم…
ومن الأنباء المزعجة وغير السارة، أن مصفاة الجيلي بصدد البدء في تنفيذ صيانتها الدورية الجزئية التي تتعلق بالجزء الذي تتم فيه معالجة غاز الطبخ، والمشكلة ليست في عملية الصيانة نفسها، فالصيانة عملية لازمة وضرورية، وإنما المشكلة في الذي سيترتب عليها، وهذا الذي يترتب عليها صار معلوماً للناس بالخبرة وتكرار التجربة، ففي كل مرة عندما يعلن أن المصفاة المنتجة للغاز قد دخلت في دوامة دورة نظافتها الدورية، تدخل معها البلاد في شح مؤثر في الغاز، فترتفع أسعاره، ويضرب الناس في الأرض بحثاً عنه، وغالباً ما يعودون بخفي حنين، وهكذا في كل عام عندما تدخل المصفاة (الحمّام) يعدم الناس في بيوتهم وغير بيوتهم (نفاخ النار)، وهذا ما نخشى حدوثه هذه المرة أيضاً، وما لم يتدارك المعنيون بأمر الغاز هذه المشكلة المتكررة عاماً بعد عام لملافاتها بتدابير إدارية ولوجستية، فإننا بلا شك موعودون بأزمة غاز قادمة…

Exit mobile version