*مشهد أول…….
* ثريات ثلاث تمثل أضلاع مثلث مدخل قصتنا هذه..
*ثريا الفتاة، والثريا الباخرة، والثريا التي في السماء..
*كان منحنياً على متكأ (درابزين) الممر يحدق في النجوم..
*وأبصر منها التي قال فيها امرؤ القيس (إذا ما الثريا في السماء تعرضت)..
*و(تعرضت) له – في تلكم اللحظات – ثريا بشرية بمعية طفلين..
*كان طالباً جامعياً وهي في مرحلة الثانوية برفقة أخوين وأبويها..
*ولولا (قريبه) – موظف الدولة الكبير- لما حظي بميزتين وقتذاك..
*ميزة الدرجة الأولى بـ(الثريا) ، وميزة رؤية (ثريا)..
*واشتعل اللقاء العابر- بثريا- عشقاً شهدت عليه ثريا النيل والسماء..
*مشهد ثانٍ………
*جلس على الكرسي الجانبي لمكتب (المسؤولة) المشبع بأريج معطر الهواء..
*انحنى على مكتبها محدقاً في اسم ثريا منحوتاً على قطعة خشبية أنيقة..
*وتذكر انحناءته تلك على (درابزين) الثريا محدقاً في الثريا قبل أن تظهر ثريا..
*ثم رفع بصره متفحصاً وجه ثريا التي أمامه وهي تقلب أوراقه بأنامل مخضبة..
*ودفن ذاكرته في رمال الظن هرباً من براثن صدفة لم يكن ذاك وقتها..
*مشهد ثالث……….
*ما كان يظن أن أخرى بمقدورها (العبث بمقدرات) ثريا العاطفية داخله..
*فلقاء ثريا تبعته لقاءات تحت الثريا عند تعرضها (تعرض أثناء الوشاح المفصل)..
*ولكن ذلك ما حدث حين ظهرت في حياته من تحمل اسم جرم سماوي آخر هو (قمر)..
*وبحث عن حجة مقبولة يتنكر بها لثريا دون أن (تكرهه) فلم يجد..
*ثم هداه تفكيره – بعد سهر- إلى سبب انتزعه من قلب مسلمة (التكافؤ الاجتماعي)..
*ولكنه لم يجد في نفسه من الشجاعة ما يواجه ثريا به كفاحاً..
*فأرسل لها رسالة مطولة حشدها بكل الذي ذكَّره بأيام (الإنشاء) الدراسية..
*ثم ختمها بقول الشاعر (انت ما بدوك لزولاً مسيكين إلا واحداً نخلو مقرون في البساتين)..
*واختفت من حياته (ثريا) الفتاة بمثلما غابت عن دنيانا (الثريا) الباخرة..
*مشهد أخير ………..
*رفعت رأسها من الورق- ثريا- ونظرت إليه نظرةً اخترقت حاضره صوب الماضي..
*أو هكذا خُيل إليه وهو يسمع اعتذارها عن منحه عقاراً فاخراً بنظام التمويل..
*قالت له إن إمكاناته المالية هي دون الحد الأدنى المضمن في شروط (المعاملة)..
*ثم أضافت وابتسامة صفراء على شفتيها (عقاراتنا ما بنديها لزولاً مسيكين)..
*ولم ير ثريا السماء في تلكم الليلة – رغم انقطاع الكهرباء- بفعل الغيوم..
*ولكنه رأى في سماء داره – بوضوح شديد – (وجه ثريا!!).