بعثت أمس برسالة تهنئة للسيد رئيس تحرير هذه الصحيفة المحترمة الأستاذ مزمل أبو القاسم على الخبطة الصحفية المتميزة التي قام بها الزعيم أستاذنا محمد لطيف وهو يصطاد تصريحا صحفيا خاصا لصحيفة اليوم التالي من السيد رئيس الجمهورية يؤكد فيه على موقف السودان القطعي في التمسك بحقه في حلايب .
والتصريح هو الأهم في توقيته حيث أن النظام المصري وإعلامه الديوث كان قد ترك كل دوائر الانتخابات البرلمانية التي تجرى حالياً ويقاطعها الشعب المصري وانشغل بإبراز صور ومشاهد لعملية التصويت التي تمت داخل منطقة حلايب السودانية المحتلة .
إعلام السيسي ترك جنازته ومبكاه الخالي من المعزين وراح منشغلا ًبمكايدة السودان والاطمئنان على موقفه داخل هذه الأرض المسروقة .
أهم ما في تصريح الرئيس البشير أنه تصريح واثق وهادئ.. واثق من عودة حلايب بعد أن تخسر فيها مصر ما تخسر من (مصاريف) سياسية وأموال بنية تحتية كان الأولى بها المواطن المصري المسحوق أن تصرف عليه وعلى تجديد بنية مصر التحتية وبناء المشروعات التنموية والصناعية في أرضها وليس في أراضي الجيران التي لن يهنأوا بها طويلاً طالما أن الحق السوداني فيها بائن ومثبت بالوثائق التأريخية ..
كما أن تصريح الرئيس البشير يثلج الصدر كذلك بكونه يقطع الطريق ويخرس لسان مطبلاتية وعملاء المخابرات المصرية من الصحافيين والسياسيين السودانيين الذين ظلت مصر تعمل على تجنيدهم منذ سنوات .
لأن بعض حاملي الوجهين وقاصدي الوجهتين يعرفون تماماً ماذا يعني الرئيس البشير بحديثه هذا (حلايب سودانية ولا تنازل عنها).. ويعرفون ماذا يعني بتأكيده على تجديد شكوى السودان في مجلس الأمن سنوياً.. ونقول للرئيس البشير أبشر فشعب السودان لن يتنازل عن حلايب وشلاتين للمصريين مهما طالت فترة (الاستهبال) المصري والاستحواذ وإصرارهم على نظرية الحيازة بوضع اليد والتملك غير القانوني والاحتلال .
ولو كنت مكان السلطة المصرية لأوقفت دفع الأموال وتخصيص الميزانيات من خزانة الدولة المصرية لمنطقة حلايب السودانية حتى لا تستمر هذه الخسائر، وحتى تكون مصر على على بينة من أمرها ولا تخسر المزيد من الأموال في بناء وتشييد مؤسسات ومرافق مختلفة في أرض الجيران والتي ستؤول بلا شك لأهلها بعد نهاية فترة الاحتلال القائمة الآن .
إن عدم تسبب ملف حلايب المحتلة في تأزيم العلاقات بين السودان ومصر حتى الآن ليس ضعفاً ولا هواناً لكنه يعبر عن خبرة وحكمة كبيرة ووعي استراتيجي للقيادة السودانية في التعاطي مع هذا الملف بأعلى درجات التحضر والحرص ما أمكن ذلك على العلاقات الأخوية والمصير المشترك بين البلدين لكن ذلك لا يعني التنازل عن شبر واحد من أرض السودان.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.