ايداهور .. تفاصيل موت غير معلن الإسعاف يخرج دون الجثمان وجمال الوالي يبلع الطعم

بوصول ايداهور لمستشفى أم درمان كان متوفياً نستشف ذلك مما ذكره الدكتور حافظ عبد القادر طبيب نادي المريخ الذي قال: بسقوط ايداهور الذي توفي مباشرة داخل الميدان أسرعت بدخول الميدان فوجدته يحتضر والنبض ضعيف ثم توقف ورغم ذلك بدأت بعمل الإسعافات الأولية واستمرت هذه الإسعافات لحين وصولنا إلى المستشفى وهناك اكد زملائي الأطباء موت ايداهور وأعلنوا وفاته ولم يكن الفقيد يعاني من قبل من أية علة مرضية ولم تحدث له من قبل حالة بلع اللسان وفي اعتقادي أن وفاته نجمت عن علة في وظائف القلب وهبوط مفاجئ في الدورة الدموية. بعد ذهاب الجثة إلى المشرحة لمعرفة أسباب الوفاة ومن ثم تسليمها لذويها لدفنها فور الانتهاء. أدخل جثمان ايداهور لأحدى الثلاجات بمشرحة مستشفى أم درمان ولم يكن بالجثة أي آثار ضرب أو دماء، يرتدي شورت وقميص بلون احمر وبه علامة T.M.T لون المتوفي أخضر شعره كثيف وقرقدي ومفلفل طويل القامة إذ يبلغ طوله 190 سم والعرض 50 سم وطول الدم 27 سم.
لم تنته الأزمة خارج المستشفى حتى بعد أن تم إيداع الجثة ثلاجة المشرحة فلا تزال الجماهير التي سدت الأفق تعيق حركة المرور والأصوات المطالبة بالقصاص تزمجر، وضع لا يمكن السيطرة عليه بسهولة أو بطريقة مباشرة لذا بدأ ذلك الضابط الحصيف في تنفيذ خطة مدهشة يدير بها هذه الأزمة ويضع حداً لها بعيداً عن أثارة تلك الجماهير الحزينة والغاضبة التي أتت لوداع نجمها المحبوب والثأر لمقتله فأوعز الضابط لكافة الإداريين الموجودين في باحة المستشفى وبالقرب من المشرحة همساً بأن الجثمان سيتم نقله الى مشرحة مستشفى الخرطوم لأسباب فنية وسرعان ما انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم وكرس الأمر في نفوس الجميع سيارة الإسعاف التي خرجت من المشرحة وكأنها تحمل بداخلها جثمان الفقيد وهي تطلب أصوات “سيرينتها” وهي تشق الجموع التي بدأت تصرخ وتبكي وتلوح ناحية سيارة الإسعاف والبعض يصيح، لن ننساك يا ايداهور، وداعاً ايداهور ثم تفرقت الجموع بعضها اتجه نحو الخرطوم وهم لا يدرون أن الشوارع المؤدية لمشرحة الخرطوم والمشرحة نفسها تم تأمينها بشكل جيد وان الإسعاف الذي اتجه إلى هناك كان خالياً وفقاً للخطة الأمنية الذكية التي أعادت الهدوء إلى المنطقة المحيطة بمستشفى أم درمان كما مكنت الشرطة من تأمين الطرق المؤدية إلى مستشفى الخرطوم تحسباً لأي تجمهر أو فوضى تتم أثارتها هناك من جديد.
كان السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ المحبوب هو أول من انطلت عليه الحيلة الأمنية فأسرع بسيارته خلف سيارة الإسعاف الخالية وهو يدلي بتصريح عن طريق هاتفه النقال لاحدي إذاعات الأف أم وهو يقول بحزن فقدنا اليوم لاعباً خلوقاً ووفياً ونحس بأسى عميق حيال ذلك وأنا الآن أسير نحو مشرحة الخرطوم .. هكذا بلع السيد جمال الوالي الطعم.
باتت الأجواء بعد ذلك هادئة بمشرحة أم درمان حيث جثمان ايداهور لتبدأ تنفيذ أوامر النيابة لتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة فبدأ الدكتور المشرح ينظر إلى الجثة التي أمامه ويأمل أن تفصح له عن آلامها وأحزانها كان يتأمل وجهها الذي اختفت ملامحه والى صدره يمعن النظر إلى هذا الكيان الخالي من الحياة وكانه يدير حواراً معه لم يكن يرغب في أن يكون قاسياً مع هذا الجسد الذي أسعد الملايين ولكن لابد مما ليس منه بد فبعد أن اجرى التشريح الخارجي الذي اوضح له خلو الجثة من أية كدمات أو نزوفات دموية بدأ التشريح الفيسيولوجي ففتح الرأس واستخرج المخ فاستبان له احتقان ظاهر.
استمرت عملية التشريح ليكتشف الطبيب المشرح السبب الحقيقي للوفاة سبب لم يعلن عنه وأعقبته تداعيات استمرت لشهرين بعد الوفاة كان خلالها التحقيق مستمراً وبرأ ساحة لاعبي الأمل من شبهة الاعتداء على ايداهور وهذا ما أكده حكم الوسط السيد بدر الدين بقوله، لم أشاهد أي لاعب من فريق الأمل يعتدي على ايداهور الذي كان نشيطاً جداً أثناء المباراة وأيده في ذلك السيد الطاهر محمد أحمد الحكم المساعد الثاني الذي شارك في إدارة مباراة المريخ والأمل الذي ذكر في أقواله: بدأت المباراة عادية وفي الدقيقة (13) سقط اللاعب ايداهور في الأرض بعد أن احتسب الحكم مخالفة لصالح المريخ بالقرب من موقعي في خط التماس وكنت أشاهد ما يحدث من اللاعبين في منطقة الجزاء حيث سقط ايداهور في بدايتها دون أن يلمسه احد وبعد أن خرجت به سيارة الإسعاف استمرت المباراة ومع نهاية الشوط الأول قذفت الجماهير الملعب بالحجارة وقوارير المياه فقامت شرطة أمن الملاعب بعمل الحماية اللازمة لي بإدخالي إلى غرفة الحكام ومن ثم صحبتني شرطة العمليات والنجدة إلى مقرهم بالمقرن، وفي ذلك الوقت لم يكن الحكام يدركون أن اللاعب النشط ايداهور يخضع لعملية تشريح استبانت معها حقائق غاية في الإثارة.
لم تفصح القصة بعد عن كل أسرارها فابقوا معنا

صحيفة حكايات

Exit mobile version