*أكاد أجزم بأن غالب (الزاهدين) من أهل الإنقاذ رحلوا جميعاً..
*رحلوا بالبعاد أو الابتعاد أو الإبعاد أو البعد (الاختياري) عن الحياة الدنيا..
*وبقيت قلة منهم وسط أكثرية (أخلدت إلى الأرض واتبعت هواها)..
*هوى شهوات النفس والمال والجاه والسلطة و(الشاهقات من المباني)..
*ومن القلة هذه- ممن هم دون الرئيس – بكري وعلي وأمين الذين لم تشب سمعتهم شائبة..
*فما من نظام مر على البلاد اغتنى منسوبوه بمثلما فعل متحزبو الوطني..
*وقد أوضحنا كثيراً كيف مضوا فقراء- أو مستوري الحال – وزراء العهود السابقة..
*عهود ما قبل شعارات (هي لله) و(الصحابة الجدد) و (ما لدنيا قد عملنا)..
*ويكفي – مثالاً – أن قادة (مايو) خرجوا من السلطة كما دخلوا إلا قليلاً منهم..
*وحتى القليل هذا لم (يخرج) إلا ببيت متواضع قياساً إلى سرايات باسقات..
*ونميري لم يكن له حتى البيت المتواضع هذا تماماً كحال سلفه عبود..
*والأزهري بنى بيته بقروض وسلفيات لم تسدد كلها إلى لحظة وفاته..
*وعمر نور الدائم أضطر أثرياء حزبه إلى تشييد منزل له بعد أن عجز عن ذلك..
*والصادق المهدي لم يضف شيئاً إلى ما ورثه عن آبائه وهو رئيس للوزراء..
*ومحمد نور الدين لم يجد ما يعينه على السفر إلى الخارج بغرض العلاج..
*لقد كان كلٌّ منهم يجسد شعار حقبة الإنقاذ (القوي الأمين) فعلاً لا قولاً..
*وسبب كلمتنا هذه اليوم غضب نفر من (الإسلاميين) على الذي يحدث في القدس..
*غضب دفعهم إلى تمني الاستشهاد في مواجهة إسرائيل عبر تظاهرة (مسموح بها)..
*هو مثل تمني (كبير البرلمان) ذاك للشهادة وهو جالس بمكتبه على ضفاف النيل..
*وقد كتبنا حينها نتساءل: (كيف تأتيه الشهادة وهو يتجنب الأنتينوف؟!)..
*وغني عن القول ما قيل في حقه بشأن امتيازات هي لـ(مباهج الدنيا) أقرب..
*ودعونا من بأيديهم الأمر إلى تحقيق رغبته إثر التمني (الثالث) من جانبه..
*وندعوهم الآن- أيضاً- إلى تحقيق رغبة طالبي الشهادة هؤلاء من الغاضبين..
*ونقول لهم: سهلوا لهم مهمة مواجهة المعتدين (الصهاينة) بأعجل ما تيسر..
*ولا تنسوا أن تضعوا اسمي أنا – كاتب هذه السطور- في قائمة المسافرين..
*وسوف تُذهلون عند اكتشاف أنني الوحيد الذي شد الرحال إلى هناك..
*فليس لي- وأمثالي- ما يجعلنا نخشى (أولاد الكلب!!!).