سقطت الحركة الشعبية (قطاع الشمال) في امتحان الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، حتى وهي خارج السلطة !!
بالأمس رفضت الحركة في بيان لها بتوقيع “مبارك أردول” الالتزام بقرارات اجتماعات (الجبهة الثورية) التي انعقدت في “باريس” مؤخراً، وأهمها اختيار رئيس حركة (العدل والمساواة) الدكتور “جبريل إبراهيم” رئيساً جديداً للجبهة الثورية التي تضم ثلاث من حركات دارفور هي: حركة التحرير جناح “عبد الواحد”، حركة التحرير جناح “مناوي” وحركة العدل والمساواة جناح “جبريل”، إضافة إلى الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة “مالك عقار” الذي احتفظ لنفسه في ذات الوقت برئاسة الجبهة الثورية لثلاث سنوات!
نص الاتفاق المؤسس للجبهة الثورية على أن تكون الرئاسة (دورية)، كل عام يعتلي مقعدها أحد رؤساء الحركات المكونة للجبهة.
لكن الحركة الشعبية استمرأت الخلافات بين فصائل حركات دارفور وعدم اتفاقها على (رئيس واحد)، فظل “عقار” رئيساً لثلاث دورات دون وجه حق، ضارباً هو و(قطاعه) عرض الحائط بالقيم الديمقراطية والاتفاق الأخلاقي بين زعماء (الثورة) المنتظرة لخلاص أهل السودان!!
رفض “عقار” الانصياع للخيار الديمقراطي الذي توافقت عليه الجبهة الثورية، وتبعه في غيه بالضرورة “عرمان” و”الحلو” و”أردول”، والغريب أن الناطق باسم الجبهة القيادي الاتحادي “التوم هجو” المحسوب على “عقار” منذ أن كان والياً للنيل الأزرق قبل تمرده الأخير، أصدر بياناً أمس أكد فيه أن الرئاسة آلت بموجب مقررات اجتماع “باريس” للدكتور “جبريل إبراهيم”، ولا يعرف ما إذا كان “التوم” سيثبت على كلامه أم سيتراجع تحت ضغوط (عقارية)! المهم أن الحركة الشعبية التي تدعي أنها تقاتل من أجل سودان جديد تسوده قيم العدالة والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان، سقطت في أبسط امتحان لمداولة سلطة (وهمية) بين زعماء النضال والتحرر من ربقة (المؤتمر الوطني) وحكمه المتمدد لأكثر من ربع قرن!!
فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف تزعم الحركة الشعبية أنها ستساوي بين أهل السودان وقادتها يستبطنون اضطهاداً لقادة حركات دارفور، فيستكثرون عليهم رئاسة دورية لجبهة لا تملك غير فتات التواصل مع (لوبيات) المؤامرات الصهيونية والكنسية في أوربا وأمريكا ضد السودان ؟! فاقد الشيء لا يعطيه .. وها قد انكشف القناع .. وسقطت ورقة التوت!