لاعب منتخب السودان للكاراتيه وأصغر إمام وخطيب مسجد بالخرطوم في حوار عن رحلة اليابان

كشف لاعب المنتخب الوطني للكاراتيه فرع (النموشي) وأصغر إمام وخطيب مسجد بالخرطوم “أسامة رافع” مساعد” لـ(المجهر)، تفاصيل رحلة منتخب الكاراتيه للمشاركة في بطولة العالم التي استضافتها جزيرة (هوكايدو) اليابانية الأيام الفائتة. وأوضح أنهم كسروا عرف اللعبة ورفضوا السجود لكبير المدربين، فنال هذا الموقف سخط الحكام. وذكر “أسامة” أنهم عانوا في الأيام الأولى في الحصول على الوجبات العربية، كما لفت إلى التعامل الراقي من الشعب الياباني لبعثة المنتخب، والكثير المثير.. في الحوار التالي..
{ عرفنا بنفسك؟
-أنا “أسامة رافع مساعد” أقيم بحي جبرة ولاعب منتخب السودان للكاراتيه فرع (نموشي) وإمام وخطيب مجمع خديجة بنت خويلد بالخرطوم.
{ إمام مسجد ولاعب كاراتيه ألم يكن هناك تضارب وكيف جمعت بينهما؟
-هي مسألة تنظيم الوقت وكان الوالد عليه رحمة الله بعلمني تنظيم الوقت وترتيب الأولويات وال(24) دي ممكن الواحد ممكن يعمل حاجات متنوعة ونافعة في نفس الوقت من غير أن تطغى على المصالح الأخرى.
{ إذا تضارب زمن “أسامة” الإمام واللاعب ماذا تفعل ؟
-في هذه الحالة بتعاون مع الأخوين “محمد حسام” و”محمد عبد العال” وبنسق لحضورهم للمسجد بدلاً مني.
{ مرتادو المسجد المداومون أيعلمون أنك لاعب كاراتيه؟
-نعم المقربون مني يعلمون نشاطي الرياضي ويحترموني جداً.
{ حدثنا عن رحلة اليابان؟
-طيب سافرنا للمشاركة في بطولة العالم للكاراتيه في اليابان ومنتخبنا يضم (11) لاعباً وهم لاعبون مميزون جداً وكانت الرحلة ممتعة جداً حيث استغرقت نحو(18) ساعة.
{ مقاطعة .. أنتم رفضتم السجود لكبير المدربين احك لنا تفاصيل ما حدث؟
-نعم لقد رفضنا تقديم التحية بالسجود للمدرب ياهارا وهو كبير المدربين في العالم والسجود له يعتبر عرفاً لا يتجاوزه لاعب، لكن نحن كسرنا هذا العرف وأوضحنا لهم أن السجود لا يكون إلا لله وحده وأن هذا الأمر لا يتواءم معنا كمسلمين أن نسجد لغير الله سبحانه وتعالى حتى إذا كانت النية ليست التعظيم للمدرب وإنما إتباع التقليد لكن لا نرضى أبداً أن نسجد لغير الله.
{ كيف قابل المدربون قصة الرفض هذه؟
-في بادئ الأمر وجد رفضنا استغراباً وغضباً شديدين من قبل اللجنة المنظمة و مدربي الكاراتيه من شتى أنحاء العالم الذين كانوا حاضرين وشاهدوا رفضنا للسجود ووجهوا لينا اللوم، ومنهم من سألنا عن سبب عدم سجودنا فأخبرناه بأن السجود عندنا لا يكون إلا لله وحده، ولكن المدرب “ياهارا” نفسه تقبل الأمر وتفهمه جيداً وهذا الموقف جعله يوعدنا بزيارة للسودان في الشهر بعد القادم.
{ هل أثر هذا الموقف على مسيرتكم في البطولة؟
-بالتأكيد كان لهذا الموقف تأثير كبير حيث تعرضنا لظلم كبير في التحكيم وكان الحكام يتحيزون لصالح أي منافس لمنتخبنا في كل منافسات البطولة، ويشهد ذلك جميع المدربين الذين شاهدوا البطولة وكثيراً ما أحرزنا نقاطاً كاملة ولا تحتسب لنا.
{ البطولة بها حكام ومنتخبات من جنسيات عربية ؟
-نعم شارك في البطولة ثلاثة منتخبات عربية وهي منتخبات السعودية والجزائر وتونس فرفض المنتخب السعودي تحية المدرب بالسجود، فيما حياه المنتخبات التونسي والجزائري لأنهم كانوا يعتقدون أن التحية بهذه الطريقة نوع من أنواع التقليد لكننا قدمنا لهم النصح وتقبلوه ووعدونا بأن لا يسجدوا للمدرب في البطولات القادمة.أما الحكام كلهم خواجات إلا حكم واحد فقط مسلم من الجزائر وكان عادلاً لكنه لم يكن حكماً رئيسياً، لذلك لم يكن هناك أثر للنقاط التي يحتسبها لصالحنا.
{ كيف كانت ردة فعل المدرب ياهارا؟
-المدرب ياهارا كان متفهماً للوضع وكان سعيداً جداً بمشاركة المنتخب السوداني ووعدنا بزيارة للسودان في شهر (12) المقبل، لأنه أعجب جداً بمستوى المنتخب وقال إنه من أفضل المنتخبات المشاركة.
{ من هو أبرز أبطال المنتخب السوداني .
-البطل “أحمد فضل محمد” الذي تغلب على جميع المنافسين واستطاع الوصول إلى نصف النهائي إلا أنه اصطدم في مباراة نصف النهائي بالمدرب “ياهارا” وكان قد تغلب على ثلاثة يابانيين قبله وكان أداء ابن “ياهارا” ضعيفاً وكان الفوز من حق البطل أحمد لكن ظلم ظلماً واضحاً في التحكيم ولم يكن متوقعاً وفاز الياباني وجميع الحاضرين كانوا يراهنون على أفضليته .
{ كم كان ترتيبكم من بين المنتخبات؟
-أحرزنا المركز الخامس، من بين نحو (40) منتخباً من كل أنحاء العالم.
{ طيب من الذي دعم المنتخب؟
-الدعم كان من الاتحاد وهو دعم جزئي والباقي تكفلنا به كأفراد.
{ ممثل السودان وتدفع من جيبك؟
-نعم دفعنا من جيبنا لتكملة الإجراءات وبعضها تكفل بها الإتحاد ودعمنا من بعض المنظمات لكن قصة ندفع من جيبنا دي ما قللت من هدفنا في تحقيق الهدف المنشود لرفع اسم السودان عالياً خفاقاً بين الأمم.
{ قضيتم فترة طويلة هناك؟
-زمن البطولة كان أسبوعين وهي الفترة التي مكثناها.
{ من هم اللاعبون الذين شاركوا مع المنتخب في هذه البطولة؟
-هم الخبير الدولي “الصادق محمد” وهو مقيم باليابان و”أزهري بشير” رئيس اتحاد شمال ووسط أفريقيا للكاراتيه، واللاعب “الشيخ إدريس فاروق الختم” قائد المنتخب، وشخصي “أسامة رافع مساعد” و”عمرو خالد” وإبراهيم عطية” و”محمد عمر” والبقية لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم، وكان المدير الفني هو مجاهد ابن الشهيد “عبيد ختم” وكان له دور كبير في رفع الروح المعنوية، وكان رئيس الاتحاد العميد حقوقي “طارق الشفيع” متابعاً لنا منذ وصول البعثة وحتى عودتها للسودان.
{ كيف كان الدعم من الحكومة ولا خاص؟
-الدعم كان من الاتحاد وهو دعم جزئي والباقي تكفلنا به كأفراد
{ كيف كان الاستقبال ؟
-لم يكن هناك استقبال رسمي إلا ممثل واحد من وزارة الشباب والرياضة والاستقبال الحقيقي كان من أهل اللاعبين حار جدً.
{ طيب ماهي نوعية الوجبات؟
-في البداية تخوفنا من الأكل الياباني وأول وجبة قدمت لنا كانت عبارة عن أخطبوط والجمبري الني من المنسق الياباني الذي كان يرافقنا فرفضناها حتى شعرنا بالجوع، لكن الوالدة كانت تخبئ لي زوادة في حقيبتي فأخرجتها لزملائي وتصبرنا بها حتى عثرنا على رجل هندي الجنسية وهو مسلم لديه مطعم للحلال وبعدها أصبحنا نأكل باطمئنان.
{ ما هي أبرز سمات اليابانيين التي لاحظتموها عليهم؟
-الشعب الياباني شعب لطيف جداً وأين ما تذهب تجدهم يبتسمون في وجهك وكأنهم يتعلمون الابتسامة في المدارس، ونحن لاحظنا أثناء إقامتنا في أحد فنادق مدينة (هوكايدو) أن لاعبي المنتخب الياباني عندما يخرجون نرى غرفهم مرتبة جيداً بينما تكون غرفنا مبعثرة، لكن بعد مرور أيام تعلمنا منهم النظام وأصبحنا مثلهم ننظم غرفنا قبل الخروج.
{ كلمة أخيرة؟
أشكر صحيفة (المجهر) على هذه السانحة وكل من وقف مع منتخب الوطني للكاراتيه فرع (نموشي) ودعمه، وعبركم أطالب الجهات الرسمية بالاهتمام بهذا خصوصاً بالموهبة “أحمد فضل”.

المجهر السياسي

Exit mobile version