تعرضت المذيعة المصرية شيماء صادق للتحرش في شوارع القاهرة أثناء تصوير لقطات لبرنامجها على فضائية “القاهرة والناس” والذي كان يستعرض معاناة أطفال الشوارع وباعة المناديل.

وتقمصت المذيعة دور بائعة مناديل وارتدت عباءة سوداء وغطاء رأس ونزلت لبيع المناديل في شوارع القاهرة، حيث تعرضت لمضايقات من السائقين، وتحرش بها أكثر من صاحب سيارة وألقوا على مسامعها بكلمات غير لائقة .

وقالت المذيعة لـ “العربية.نت”: “إنها كانت تقوم بتصوير معاناة أطفال الشوارع ولكي تقترب منهم أكثر ويكشفون لها مشاكلهم دون خوف أو رعب إضافة لرغبتها في إلقاء الضوء بصور واقعية عن معاناة هذه الفئة وتعرضهم لكافة أنواع المهانة من تحرش وإساءة وأحيانا يكونون عرضة لتجار الأعضاء البشرية الذين يستغلون حاجتهم لشراء أعضائهم بمبالغ زهيدة قامت بالاتفاق مع إدارة القناة على التنكر والتصوير من بعيد دون أن يكشف من تسجل معهم وجود كاميرات.

وأضافت أنها فور نزولها لشوارع القاهرة وتقمصها للشخصية فوجئت بتحرشات أصحاب السيارات بها، منهم من ألقى على مسامعها كلمات مثل: “انتي عسل، وما تيجي عندي مناديل حلوة في العربية”، وغيرها. مضيفة أنها توقعت تعرضها للتحرش مثلما يحدث للفتيات اللاتي دفعتهن الظروف لبيع المناديل في الشوارع من أجل جنيهات قليلة تسد رمقهن وحاجتهن .

وقالت إنها صورت الحلقة في يوم واحد فقط وكان التحرش بها لفظيا ولو قامت بالتصوير لأيام أخرى لكان من الممكن أن تتعرض لأنواع أخرى من التحرش، مضيفة أنها ستواصل حملتها لكشف ما يتعرض له أطفال وفتيات الشوارع من مضايقات ومن قلوب قاسية لا تعرف الرحمة، حتى إن بعض هؤلاء الفتيات اعترفن لها أن والدتهن هي التي تقوم بتسريحهن لبيع المناديل وتقف على أول الشارع تنتظر منهن الإيراد اليومي وأحيانا تضربهن من أجل أن يقمن بزيادة جهودهن في البيع لتكون الحصيلة أكبر .

المذيعة المصرية قالت إنها تأثرت بحالة سيدة مسنة تبيع المناديل ومصابة بالسكر ونظرا لحالتها الصحية المتدهورة تقوم بالعمل من أجل كسب قوت يومها مضيفة أنها شاهدت تورم جسدها من كثرة حقنها بالأنسولين في المستشفيات الحكومية حيث يحقنونها بإهمال أدى لتورم جسدها النحيل .

عبير عبدالستار منتج فني البرنامج قالت لـ” العربية.نت” إن فكرة الحلقة كانت تهدف للكشف عن معاناة أطفال الشوارع ولفت الأنظار لهم، وإلقاء الضوء اجتماعيا على همومهم ومشاكلهم وفضح ما يتعرضون له من تحرش وغيره حتى تقوم الجمعيات الخيرية بأداء دورها تجاههم وتقوم الحكومة برعايتهم وحمايتهم من الذئاب البشرية التي تنهش في جسدهن طوال اليوم وإبعادهن عن تجار البشر الذين يستغلونهم أسوأ استغلال سواء من عصابات تقوم بتسريحهن للتسول وبيع المناديل أو عصابات أخرى تسعى لانتزاع أعضائهم وبيعها للأثرياء .

وأضافت أن المذيعة تنكرت في زي بائعة مناديل حتى تقترب منهم أكثر فهم يرفضون التصوير واللقاءات التلفزيونية حتى لا يتعرضون لحملات الأمن ومباحث الأحداث، لذلك لجأت المذيعة للتنكر لكي تتيح لهم حرية الحديث معها باعتبارها واحدة منهم وتمارس نفس عملهم وبالتالي تكون رواياتهم صادقة ومعبرة بواقعية عن همومهم ومشاكلهم وهو ما حدث بالفعل وكانت كافة اللقاءات معبرة بصدق عن أزمة نعاني منها في مصر، وهي أزمة أخلاق وانعدام إنسانية لدى بعض البشر.