أمانة المريخ ..!!

:: لقد أحسن جمال الوالي – رئيس مجلس إدارة نادي المريخ المستقيل – عملاً وهو يفسح هذا المنصب لغيره بعد عقد وثلاث سنوات قدم خلالها الكثير من الجهد والوقت والمال للمريخ..وكما قال لصحف الأمس – وتشهد على قوله جماهير وأقطاب وإعلام المريخ – سعى بصدق وإجتهد بإخلاص لترقية وتطوير المريخ، وأصاب وأخطأ مثل كل البشر..ولا ينكر بصمته الواضحة في المريخ إلا مكابر.. وبالمناسبة، مهما إختلفت الآراء حولها، فبعد عهود الطيب عبد الله وشاخور وطه علي البشير الزاهية، لايخفى على أحد بأن النهضة التي بلغها الهلال والمريخ في السنوات الأخيرة، لجمال الوالي وصلاح إدريس ( القدح المعلى)..!!
:: ولكن للأسف، من تعاقبوا على إدارة نادي الهلال بعد صلاح إدريس ( جلابة ساكت)..أي يملكون المال، ولكنهم يفتقدون من الوعي الإداري ما يٌقدم الهلال (قيد أنملة)، أي إن لم يتدهور فلا يزال في المحطة الي أوصلها صلاح إدريس..ومن يحتفلون بوصول الهلال إلى نصف نهائي أبطال إفريقيا، ثم يعدون هذا الوصول إنجازاً لإدارة الكاردينال وشيخ الأمين وفاطمة الصادق، يتناسون بأن تلك مرحلة وصلها الهلال في عهد صلاح إدريس (2007)، وكاد أن يتجاوزها بأميز المحترفين والوطنيين الذين شردهم ( البرير والكاردينال)..!!
:: ويكفي عهد الوالي إنجازاً تلك المنشآت التي تتباهى بها جماهير المريخ، ويكفي إنجازاً أن يصل بالفريق إلى نهائي الكونفيدالي، وإلى نصف نهائي أبطال إفريقياً لأول مرة في تاريخ المريخ..ثم الأهم من كل هذا، يكفي عهد الوالي في مسيرة المريخ إنجازاً أن الصحافة الرياضية وكل وسائل الإعلام لم توثق له من الصفات غير (المهذب ) و( الخلوق) و( الواعي)..وما شهد الهلالاب قبل المريخاب للوالي بالحكمة والوعي إلا لأنه يتحلى بهما.. لم يكن يُلاكم الحكام بحماقة في الملاعب، ولم يكن يملأ الصحف تهريجاً و شتائماً، ولم يكن يراهن على شيوخ الدجل والشعوذة في نتائج المباريات ثم يجاهر بالرهان ويحتفي به..!!
:: وقبل أسبوع – عقب خروج الفريقين من نصف النهائي لأبطال إفريقيا – ناشدت جمال الوالي وأشرف الكاردينال بأن يفسحا المجال لآخرين، ولم تكن المناشدة رفضاً لهما على المستوى الشخصي، بقدر ما كانت – ولاتزال – رفضاً لنظم القرون الوسطى التي تًدار بها أندية الهلال والمريخ وغيرهما، وللشروع في تأسيس (نظم الإدارة الإحترافية)، كما الحال بأندية مصر وتونس (عربياً)، وكل الأندية العالمية .. وقلت فيما قلت بأن كرة القدم اليوم لم تعد مجرد (هواية)، بل إرتقت بحيث تكون في صف الصناعة والتجارة والإستثمار..!!
:: وكما تعلمون، لا تحقق الصناعة والتجارة والإستثمار في عالم الرياضة عوائدها المرجوة – إنتصاراً ونهضة – ما لم تدار أنديتها بواسطة خبرائها وحسب (النظم الإحترافية ) التي تشمل الإدارة والتدريب واللاعب معا، وليس التدريب واللاعب فقط..ولحين الإستقلال الكامل في الإدارة والموارد، ليس هناك ما يمنع أن يكون رجال المال والأعمال جزء من (النظم الإحترافية)، بالدعم والمساندة، وليس بالإدارة المطلقة والمُحكمة كما الحال الآن.. إرتقوا بالتفكير من أجل التطوير الشامل في كل مناحي الحياة العامة ..!!
:: علماً أن الإرتقاء بالتفكير نحو التطوير خير من الإنحدار به لحد ترشيح الدكتور مصطفى إسماعيل ليحل محل جمال الوالي في رئاسة نادي المريخ بجانب رئاسة القطاع السياسي للمؤتمر الوطني، كما تسربت للصحف.. إنهم يفعلون ذلك، ربما ليكون المريخ أمانة بالقطاع السياسي للحزب الحاكم..وعليه، مع نشر نهج تسييس الرياضة و مصادرة ثقافة ترويض السياسة، ابشروا بسنترليق الهبوط في ( كل الأشياء)..!!!

Exit mobile version