*ومعروف عن الحمار أنه ذو صبر وجلد وغباء يُضرب به المثل..
*ونقول نحن للذي لا يفهم بسهولة – رغم وضوح القضية- (أنت حمار)..
*ولتوفيق الحكيم رأي مخالف وصفاً للحمار بالحكمة والكياسة والذكاء..
*وبين يدي (الحوار) الوطني نتساءل نحن إلى أيٍّ من الرأيين ينتسب هو؟..
*بمعنى هل هو من فصيلة حمير الحكيم أم تلك التي تُوصف بالغباء؟..
*أما من حيث كونه (حماراً) – ذا قوة تحمل غير طبيعية – فهذه مفروغ منها..
*فـ(الحوار) الوطني هو في الحقيقة (حمار) يحمل أسفاراً بعضها فوق بعض..
*يحملها منذ سنوات عدة تُضاف إليها كل عام المزيد من (أوراق التوصيات)..
*ثم يسير بها – دون كلل أو ملل – نحو (مجهول) لا يعلمه إلا رب العالمين..
*فهو حلقة من مسلسل (السأم) السياسي السوداني الذي تحدثت عنه كثيراً..
*وكنت أشرت قبل أيام إلى حالة (قرف) السودانيين من أي كلام في السياسة..
*وقلت إن هذه (الحالة) هي سبب العزوف عن صحفنا السياسية حتى وقف (حالها)..
*فالناس ما عادت تطيق كلاماً في السياسة السودانية (لا يودي ولا يجيب)..
*وكذلك لن (يودي ولا يجيب) حوارنا الوطني الذي تشهده البلاد هذه الأيام..
*فهو – تماماً كما الحوارات السابقة – سيخلص إلى كلام (نبلَّه ونشرب مويته)..
*فلا الحكومة لديها (إرادة) إنزال الكلام فعلاً إلى أرض الواقع خشية على سلطانها..
*ولا المعارضة لديها (قوة) تفرض بها إرادتها على الحكومة سوى الكلام..
*ولا الشعب لديه (طول بال) يجعله يستمع إلى المزيد من مكرور الكلام..
*وأنا شخصياً ما كنت لأكتب عن الحوار هذا – عفواً الحمار- لولا بعض من العتاب..
*فقد عاتبني نفرٌ من القراء على تجاهلي الحوار رغم كونه قضية الساعة..
*وها أنا ذا أكتب- دونما (نفس)- ولا أدري ماذا أقول عن أمر لا جديد فيه..
*فهو لن يسفر عن شيء سواء حضر كل قادة المعارضة – والتمرد – أم تغيبوا..
*ما سيكون حاضراً- فقط- هو كلام كثير جداً ينتهي مفعوله بانتهاء مراسم (الدفن)..
*وأكوام الأوراق تُوضع على ظهر حمار يواصل به مسيره (المرهق)..
*حمار ذو صبر وجلد وغباء اسمه (الحوار الوطني!!).