قصة تلميذ الابتدائية “حسام” وأخته”يسرى”وحرمانهم من الترحيل المدرسي.. كبير يا حسام

عادة اتوقف يوميا ادردش مع الصغير (حسام) طفل ملائكي الملامح وسيم المحيا ؛ يدرس في الصف الاول اساس او الثاني وان كنت اتعجب للشنطة الضخمة التي تتربع علي ظهره الضئبل كانما ثبتت عليه بمسامير ! فحجمها لا يتسق والسن الدراسية له ؛ حينما اعبر به وشقيقته الصغري (يسري) التي تدرس بروضة ملحقة بالمدرسة فيما يبدو

اتوفف عادة اتجاذب معهما بعض الحديث ؛ فلهما انسجام بين اخت واخ لافت اذ يحرص (حسام) علي العنابة باخته فان تعثرت مال عليها لينقذها وان شاغبت ارسل لها تنبيها وهي في حل من تنويهاته لكنه يمد اجال الصبر فوق حباله ؛ اما هو فانه ينخرط مرات في ثرثرات مع العابرين الي جواره مرات انصت للحوارات فاوقن انه جيل من الاطفال وعيه يفوق اعماره ! توقفت الي جوارهما القيت التحبة فرد حسام بفتور فقلت له (مالك) فقال وهو يشير الي سن علي فاهه تركت ثغرا مفتوحا في صف اسنانه العليا (حمودي ضربني امبارح وجري) ! قلت له (معليش) فحدجني بنظرة حرت فيها ثم اضاف عمو (حسن) سواق الترحيل قال ما نجي راسنا ممسح ! قلت بعجب ليه ؟ فاجاب وهو يمسح راسه ليتأكد من جفافه فيما يبدو قال اشتري كراسي جديدة ونحن بنوسخا ! حرت جوابا فاكتفيت بمعليش اخري ! ابتسم الصغير معها ولسان قلبه يقول ياخ اتطلب الله.

اثناء وقوفنا حضرت سيارة الترحيل فامسك الصغير بيد اخته التي كانت تتعثر في ضفائرها وقبل ان يصلا المركبة التي اطلت من نوافذها رؤوس الصغار احتفاء بمقدم حسام واخته صاحت المشرفة بصوت فظ .. لا لا ما تركبو وقولو لبابا قالو ليك قروش الترحيل ومع اخر حرف كانت العربة قد اختفت مخلفة خيطا من الغبار والدخان الابيض وظلالا من الاحباط علي وجه الصغيريين ثم الحرج الذي تمثل في دمع ارتسم علي محيا الوجه الجميل وان تجلد معه وحرص علي الا يراق امام من شهدوا الموقف ،

احسست بشناعة التصرف غير التربوي من المشرفة فقلت ساقلكما للمدرسة لكن حسام رفض وهو يمسك بيد اخته يشق طريقه بيأس نحو منزله في اخر الشارع يتحاشي في سيره حفرة او بركة ماء وتلا من الاوساخ يعوق المسير واخته تستفسر في حيرة ولثغ جميل يزين حروفها حسام ليه الترحيل ما شالنا فيرد الصغير الليلة اجازة ! استحسنت الرد الموغل في الحكمة فقد راعي علي صغر سنه معنويات شقيقته ؛

تبا لاستثمار التعليم فمهما يكن من سبب وعلة فثمة مئة طريقة لاخطار ولي الامر بالقرار دون الحاجة لمثل هذا التصرف البليد ومضيت في طريقي والاسي يلفني .. مفسدا صباحاتي .. معليش حسام .. معليش الثالثة

الخرطوم: محمد حامد جمعة

Exit mobile version