قطعاً لا أقصد كل الصحف.. لكنني أقصد بعض الصحف التي قررت (اللجنة الإعلامية.. السودان أولاً) التابعة لمؤتمر الحوار الوطنى, قررت حرمانها من حملتها الإعلانية (الخفية) التي خصت بها صحفاً دون أخرى وأخذت توزع في تلك الإعلانات ذات اليمين وذات الشمال كأنما الحوار ملك لهذه اللجنة وحدها, وكأنه لا يخص كل أهل السودان وكأنما الإعلام (تابع) لتلك اللجنة التي لم نتشرف بالتعرف عليها وعلى رئيسها وعلى أعضائها وعلى القائمين بأمر توزيع الإعلانات على الصحف.. ونحن نعرف الكثير مما يمكن أن يكون قد حدث في مسألة توزيع الإعلانات, ونعرف ما يمكن ان يكون قد تم من اتفاقات مع المناديب الذين يتخيرون(الأطايب) ولا يساوون بين الصحف في حملة قومية وعمل وطني يحمل اسم مؤتمر الحوار الوطنى ويتبنى شعاراً هو (نداء لا يستثني أحداً) في حين أنه ومن المفارقات ان لجنته الإعلامية تستثني من تشاء وقت ما تشاء حتى ان الذين تم استثناؤهم أو اقصاؤهم أو ابعادهم يشعرون بالغبن والظلم والحيف, وربما تنادوا في ما بينهم لمقاطعة أعمال مؤتمر الحوار الوطني وهم يشعرون أنهم جزء منه, بل يشعر أكثرهم أنهم أسسوا له وسعوا وضغطوا على الحكومة والمعارضة والحركات المسلحة للقفز فوق حاجز عدم الثقة وصولاً الى الحوار.
لكن أهل الصحافة والإعلام أكثر وعياً وأكبر إدراكاً من ذوي الأفق الضيق الذين أرادوا الاستثمار حتى في قضايا الوطن, لذلك لن يعملوا على الإضرار بوطنهم ولا بشعبهم لكنهم حتماً سيفتحون ملفات الفساد مهما كانت صغيرة سيفتحونها ملفاً ملفاً ويقلبون أوراقها ورقة ورقة ويفضحون كل الذين تواطأوا واتفقوا وتقاسموا المسؤولية في ظلم من هم أحق بأن يعدل بينهم.
نقول للجنة الإعلامية وللقائمين بأمرها, للذين يعملون والذين لا يعملون نقول للمنتبهين وللغافلين : ( شدوا حيلكم).
بالقطع ليس أمر من الظلم سوى الاستمرار فيه, مثلما ليس أضر بالظالم من ثورة المظلوم.. وقد بحثنا وسألنا بالأمس عمن يقود هذه اللجنة (السرية) التي تتخذ مكاناً علياً لممارسة عملها ولا علاقة مباشرة لها مع الصحافة أو الإعلام.