استهبال..!؟!

* المستر.. كمال عمر المحامي.. الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي.. (المنثبق) عن المؤتمر الوطني وعضو آلية الحوار الوطني (7+7).. رفض تحميل الإسلاميين مآلات الأوضاع السياسية بالبلاد.. كما أعلن استعداد حزبه (المنبثق) للمحاسبة التاريخية.. ولفت الى أن ذلك سيفتح ملفات عنبر جودة.. وود نوباوي.. والمتورطين في تقديم مذكرات لتأييد انقلابات الجيش..!!
* كما انتقد سيادته مطالب الصادق المهدي.. بوضع الحوار تحت الوصاية الدولية..!!
* هذا الرجل القانوني.. والمفترض أنه مثقف.. وسياسي متمرس.. ومتمترس خلف الشيخ.. يظن بنا الغباء.. أو الجهل.. أو ضعف الذاكرة.. أو أن البلد بلدهم وهم أسيادا.. والشعب ما عليه إلا السمع والطاعة.. يمين يمين.. شمال شمال..؟!!
* ويا سيدي لو تم فتح باب المساءلة لمآلات الأوضاع في السودان.. لكان لكم نصيب الأسد منها.. والقدر العلي والعيني منها.. منذ أول يوم في ذلك الشهر.. من تلك السنة..؟!
* لقد بدأت الحكاية برواية.. اذهب الى القصر رئيساً.. وأنا الى السجن حبيساً.. ثم تلك الآلاف التي طردت من وظائفها الى الشارع العام.. مما أدى الى انهيار منظومة هذا المجتمع الذي كان متماسكاً.. ومتكافلاً.. ومتراحماً.. خاصة في الجانب الأخلاقي الماثل للعيان اليوم.. ثم انهارت بنيات الدولة الأساسية.. وتم القضاء على بعضها قضاءً مبرماً.. مشروع الجزيرة.. السكة الحديد.. سودانير وهيثرو.. النقل النهري.. النقل الميكانيكي.. المخازن والمهمات.. ثم وصل الأمر الى الإنسان السوداني نفسه.. وحتى من حاول التصدي لهذا العبث..!!.. بدأت المجازر بشهداء رمضان.. بتلك القسوة التي يتسامع عنها الناس.. مجزرة ما يسمى بتجار العملة.. التي أعدمت (البعض).. وأرسلت بعضهم الى منازلهم تحت الحماية.. مقتل الدكتور علي فضل أحمد.. بتلك الطريقة التي تقشعر منها النفوس السوية.. شهداء بورتسودان.. وسد كجبار.. وغيرهم من ضحايا حرب الجنوب التي استعرت في زمانكم تحت مسمى (الجهاد) وأعراس الشهيد.. وكأن بعض أبناء الأكابر لا يرغبون فيها..!!
* ثم فضيحة القرن في أحداث سبتمبر 2013م.. والتي خرج فيها الشباب مستنكرين الغلاء ورفع الدعم عن السلع الأساسية.. وروت الدماء الطاهرة منهم شوارع المدينة.. وكان المستر كمال عمر.. أول الواصلين الى الفضائيات.. بجانب دكتورة مريم الصادق.. على أساس أنهما من البديل.. الديمقراطي الجاهز..؟!!
* أصبح العالم الخارجي.. الذي كنا لا نأبه به.. يدس أنفه في شؤوننا.. تدولت مشكلة دارفور واشتعلت نيرانها كراهة وغبناً.. ونيران جنوب كردفان والنيل الأزرق.. تشتعل ويتساقط ضحاياها.. (وتتدول) المشكلة ما بين عواصم العالم والمجتمع الأفريقي والأمم المتحدة.. ومنذ خروج المستعمر.. الإنجليزي المصري.. لم تعد الى الديار (الأضان الحمراء) إلا في هذا العهد.. تحت ستار المحافظة على الأمن مهما اختلفت المسميات..!!
* يقول الإمام الصادق.. بضرورة وضع (الحوار) تحت الوصاية الدولية.. قد نتفق مع الأستاذ كمال عمر في رفض هذا المقترح.. لأن التدويل يضر بقضية التسامح لأن للكل المشارك.. أجندة خاصة به تتطلب التشاور من أجل مستقبل البلاد.. وهذا في حد ذاته يمثل قمة الإحباط.. بدس (الأنوف) الدولية في أمور البلاد وهذا يمثل المدخل المهم لنهب ثروات الشعوب على مدار التاريخ.. ويجعل البلاد وأهلها يعيشون الفاقة.. والفقر المدقع.. رغم أن أهل السياسة ينالهم الفتات ثمناً لتعاونهم.. مع هذه (الأنوف)..؟!!
* وأحداث عنبر جودة.. وود نوباوي.. وأحداث الجزيرة أبا.. والمهللين دائماً لنجاحات الانقلابات العسكرية.. كان للحركة الإسلامية السودانية القدح المعلى في التهليل، بل والمشاركة.. وليس المشاركة في الاتحاد الاشتراكي ببعيدة عن الأذهان ومجالس نميري التشريعية.. ولا تنتظروا من نظام شمولي أن يقف مكتوف الأيدي وأنتم تقتحمون عاصمة البلاد في غفلة من أهلها..!!.. أما أحداث عنبر جودة بالنيل الأبيَض.. فالقضاء والقدر قد يساعد الخطأ على الفعل حتى لو كان فعلاً آثماً..!
* ماذا يريد هذا السيد.. المستر كمال عمر..؟!.. هل يريدنا أن ننسى ما حصل من عبقريات (شيخه) في عشرية الإنقاذ الأولى..؟.. والخراب والدمار الذي حصل في شتى مناحي الحياة في بقية سنواتها إضافة للعشرية الأولى نفسها..؟!!
* فهذا لن يحصل أبداً.. لأن هذا الوطن ملك للجميع.. من أخطأ فيه وارتكب جرماً لابد أن يحاسب.. ليس في القتل فقط وسفك الدماء.. ولكن بالخراب الاقتصادي.. ونهب أموال الدولة.. التي أطلت بأعناقها من وراء الأسوار رغم أنف الجميع.. وأنوف الحريصين على عدم ظهورها..؟!!
* الوضع لا يستحق الكثير من الاستهبال..!؟!
الجريدة

Exit mobile version