هل يفعلها جلال الدقير؟!

نوشك الآن أن نحتفل بعودة الإمام الصادق المهدي، فعلى الأقل أنا أكتب هذا المقال ومسؤولان كبيران اثنان بدرجة (مساعد رئيس الجمهورية) بالقاهرة لوضع اللمسات الأخيرة لعودة الرجل الإمام، ولا أعرف إن كان السيد محمد عثمان الميرغني (الابن) هو الآخر داخل البلاد، أم إن الرجل بالخارج ونحتاج لترتيب آخر للاحتفال بمقدمة الميمون!! فعلى الأقل لقد رضي السيدان في هذه المرحلة بغنيمة (الذهاب والإياب).. فلئن لم يكن لك ما تصنعه وتحتفل به فسافر.. سافر قوم سيب الخرطوم بارحها.. أو كما نصيحة ذلك الشاعر:
سافر تجد عوضا عمن تفارقهم
واتصب فإن لذيذ العيش في النصب
فالأسد لولا فراق الغاب ما افترست
والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والتبر كالترب ملقى في أماكنه
والعود في غابه نوعا من الحطب
* وثمة سؤال مقلق، كم يسترد الجنيه السوداني عافيته عندما يعود السيد الصادق المهدي!! أو قل كم في المقابل يخسر الدولار الأمريكي من قيمته لصالح الجنيه السوداني عند سفر السيد الحسن الميرغني!! فهذه الأسئلة تنهض على مسوغ أن لقيمة الجنيه السوداني علاقة مباشرة (بقفة الملاح) وأغاني وأماني الجماهير!! أما إذا كانت الإجابة تتمحور حول “إن ما يفعله السياسيون في الضفتين، إن لم يكن يعقد من حياة العامة فلم ولن يصلحها” !!
فهنا تكمن العلة!! وإلا هل سمعتم يوما أن أحدا من هؤلاء قد سافر إلى القاهرة أو لندن أو حتى السعودية لأجل جلب مشروع له علاقة بحياة الجماهير! فسياسيونا – يا رعاك الله – طوال حياتهم المديدة هم على حالتين اثنتين، إما يحكمون ويعملون بكل السبل المشروعة للحفاظ على كراسي هذا الحكم، وإما أنهم قد فقدوا كراسي هذا الحكم، وهو يعملون بكل السبل المشروعة وغير المشروعة للعودة لكراسي الحكم المفقود!! فلعمري حتى الادعاء المجاني (إنهم يعملون لكرامة ورفاهية الشعب) قد استكثروه ولم يعودوا يرددوه !!
* قبيل عطلة العيد كنت في الخرطوم أبحث عن الدولارات المستحيلة (للشديد القوي) !! فكان سعر الدولار قد تخطى العشرة جنيهات سودانية، فقيل لنا وقتها إن هذا بسبب رحلة الحجيج، مضى الحجيج ثم عادوا ولم يعد الجنيه السوداني الذي كما لو أنه قد خرج ولم يعد حتى الآن !!
* ولعمري إن القصة بسيطة جدا، قصة خروج الجنيه عن مساره الطبيعي، ولا تحتاج إلى مؤتمرات اقتصادية وسمنارات فلسفية، وهي أننا لم نحزن لخروج الجنيه حزننا لخروج الصادق المهدي!! ولن نسع لعودة الجنيه كما نسعى لعودة السيد الميرغني!! بل وليس لنا استعداد للفرح وقرع الطبول لو عاد الجنيه، ألا ليت الجنيه يعود يوما فأخبره بما فعل السياسيون فينا !!
* يا جماعة الخير.. أنتم بإنتاج طواحين الهواء هذا بواد غير زرع.. والجماهير بواد آخر أجدب.. سيدي مساعد الرئيس جلال يوسف الدقير.. وأنت الذي لم تذهب في مواكب العودة والخروج هذا.. وقد سمعت لك ذات موكب سكر.. أنك ضد إنتاج ثقافة (طواحين الهواء).. فهل تستأذن السبد الرئيس وتخرج إلى الجزيرة (بسروال وعراقي) وتبقى إلى جانب الوالي المجتهد أيلا حتى تطمئن على تحضيرات الشتوي.. لن أبرح أرض الجزيرة حتي يعود المشروع أو يأذن الله!! وليس هذا كل ما هناك.. ولنا عودة بحول الله وقوته..

Exit mobile version