قصة واقعية محرجة جدآ
لو كنت مكانه ماذا ستفعل وكيف ستتصرف ..
زميلی زميل الدراسة محمد ود البلد .. كانت والدته ترقد باحدی المستشفيات فی مدنی عاصمة الخضرة والنضرة والدلال والجمال .. وكان عليه أن يحمل مبلغا كبيرا من المال وهو يشق الطريق الترابی من المنطقة الغربية للمناقل ليصل الی عاصمة المحنة بعد عناء ساعات طوال بعد أن قام ببيع بقرة من قطيع ابقارهم فداء وتمنا لعلاج الأم الحنون ..
عندما وصل اخونا محمد مغبرا معفرا بالتراب فكر أن يعرج علی النيل أولا فيستحم ويبترد ويغسل عناء التعب والنصب والسفر بماء النيل الأزرق الدفاق … وخلع ملابسه بعد أن القی نظرة فاحصة علی طول الشاطئ وتأكد أن لا أحد قريبا منه ونزل الی الماء وهو ينظر الی ثيابه بحذر ..أخرج الصابونة من غمدها وبدأ يضرب فی جسده وهو يدندن ويغنی . الليلة ورد البحر يا عديلة وقطع جرايد النخل يا عديلة .. ثم ياتی الی شعره وراسه ووجهه ليتفاجا مع أول ضربة لوجهه بالصابون وغميضة أن يأتي اللص ويخطف جميع ملابسه … ولم يترك له قطعة واحدة .. وهنا يأتي السؤال ما العمل ..؟
أما أن تبقی فی النهر … وأما أن تخرج عاريا … ونجری بين شوارع المدينة … لم يفكر محمد كثيرا عندما ازاح رغوة الصابون عن عينيه .. لتنطلق وراء الحرامی وهو عاريا كيوم ولدته أمه .. والحرامی يجری فی شوارع مدنی ومحمد يجری والناس يضحكون ويصرخون .. المجنون .. المجنون .. والحرامی كلما شعر بأن محمد قد اقترب منه دخل الی قلب التجمعات حتی دخل به السوق بين دهشة النساء والأطفال والرجال .. واستطاع محمد اللحاق به بعد جهد وعناء والإمساك به غير مكترثا لمنظره ومظهره وجسده العاری حتی قام بعض الناس بستره وهو ممسكا باللص بقوة ومن ثم اتی رجال الأمن وأخذ محمد ملابسه ونقوده واقتيد الحرامی الی قسم الشرطة …
سألت محمد : عندما كنت تجری خلف الحرامی ماذا كنت ترتدی ؟ أجابني : ولا حاجة …. قلت له كيف الكلام ده تجری فی الشارع عريان قدام الله وخلق الله .. فاجابنی ضاحكا : فی الشارع قالوا مجنون زول ساعدني مافی .. والله كان قعدت فی البحر كان اكلنی السمك زول يحينی مافی . كان يقولوا : ده سحار …..
مارأيكم فی هذا التصرف .. ولو كنتم مكانه فكيف ستتصرفون ؟؟؟
بقلم: أحمد بطران