أبدى المشاركون في الحوار الوطني بالسودان تفاؤلا لافتا بمشاركة الحركات المسلحة وزعيمي حزب الأمة القومي الصادق المهدي، والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني، في انطلاق الحوار في العاشر من أكتوبر الحالي.
وأطلق الرئيس عمر البشير دعوة للحوار الوطني في يناير 2014، لكن دعوته واجهت تعثرا بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة وقوى اليسار التجاوب معها من الأساس، إلى جانب انسحاب حركة “الإصلاح الآن”.
وأكدت آلية “7+7” الخاصة بالحوارالوطني، عن جاهزيتها لإنطلاق الحوار، وقطعت بقدوم الحركات المسلحة للخرطوم للجلوس على مائدة الحوار في العاشر من أكتوبر الجاري، فضلا عن مشاركة ألاحزاب السياسية الرافضة للحوار.
وأرجعت قيادات في آلية الحوار مشاركة الرافضين للضمانات التي تم توفيرها وإلى حوجة الحركات والقوى المعارضة الماسة في حل قضايا البلاد، وأشادت الآلية بدور الرئيس التشادي إدريس ديبي في مساعه الرامية الى إقناع الحركات وتقريب وجهات النظر.
وقال مساعد الرئيس نائب رئيس المؤتمر الوطني الحاكم، إبراهيم محمود حامد، إن هناك إجتماع للآلية سيعقد في غضون أسبوع لوضع اللمسات النهائية لإنطلاق الحوار الوطني، وأوضح أنه لا مانع من أن يشارك الرافضين في أية لحظة وفي أية جلسة من جلسات الحوار شريطة أن تكون مشاركتهم قبل أنتاج الوثيقة النهائية.
وأفاد حامد الإذاعة السودانية، الجمعة، أن الحوار سيبدأ في العاشر من هذا الشهر لمناقشة ست قضايا رئيسية، وأبان أن الحوار سيفضي إلى وثيقة تعالج قضايا السودان، واصفاً بيئة الحوار الداخلية والخارجية بالمواتية، وأكد أن رئاسة الجمهورية ستلتزم بتنفيذ مخرجات الحوار.
وأشار إلى أن الدعوات التي قدمت للجهات الخارجية محدودة جداً تمثلت في الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والمنظمة الاسلامية، وأشاد بدور الرئيس التشادي في إحلال السلام في السودان، مطالبا إياه ببذل المزيد من الجهود حتى تلحق الحركات المسلحة بالحوار.
من جانبه كشف القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وعضو آلية الحوار أحمد سعد عمر عن مشاركة زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني في جلسات الحوار، وقال إن الميرغني حريص جداً على الحوار، ومن المتوقع مشاركته في الجلسات خاصة الجلسة الختامية.
وأكد سعد تكليف محمد الحسن الميرغني وعبد الرحمن سعد وشخصه بقيادة وفد الحزب في الحوار، مشيراً إلى أن هناك لجنة في الحزب تعكف على إعداد رؤية للقضايا المطروحة.
وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي وعضو الآلية كمال عمر، إن الحكومة فتحت صدرها وتبنت قضايا السودان ومجابهتها، وإنه لم يسبق لأي نظام حكم مرَعلى البلاد أن فعل ذلك.
وامتدح قرارت الرئيس البشير، رئيس الحوار الوطني على قراراته الخاصة بوقف اطلاق النار والعفو عن قادة الحركات المسلحة، وقال إنها تتيح مزيداً من الضمانات، وتابع “رئيس الآلية هو رئيس البلد وهو الضامن والمنفذ لمخرجات الحوار الوطني”.
ووجه القيادي في المؤتمر الشعبي انتقادات للقوى السياسية الرافضة للحوار، واصفا مطالبها بغير الموضوعية، وزاد: “الحوار الآن أخرس كثير من الألسُن، وكثير من الأحزاب تظن أن الحوار عبثي وضياع للزمن.. الحجج التي وضعتها تلك القوى انتهت الآن، وأتوقع أن كثير منها سيجلس للحوار”.
وتوقع عمر حضور زعيم حزب الأمة الصادق المهدي للمشاركة في الحوار، قائلا “إنه الأقرب الى ألحوار وهو صاحب مقولة (من فش غبينته حرق مدينته)”.
وجدد إنتقاد موقف حركة “الإصلاح الآن” بقيادة غازي صلاح الدين، تجاه الحوار، وأفاد أن أسباب رفض الحركة للحوار غير موضوعية وأقرب الى “الزعل الشخصنة”.
وأشاد عمر بجهود الرئيس التشادي إدريس ديبي، وقال إن الزيارة الأخيرة نجحت تماماً، لافتا الى أن ديبي سيتوجه الى فرنسا لتسويق الحورا الوطني دوليا وسيعمل على مشاركة الحركات المسلحة في الحوار.
وكشف عن شروع آلية الحوار في إرسال الدعوات للقوى السياسية، قائلا: “الآن الدعوات ستصل الى القوى السياسية كافة، منها الى الحزب الشيوعي والمؤتمر السوداني والحركات المسلحة وغيرها”.
sudantribune