الاستاذ عادل الباز الصحفي والسينارست الذي ترأس تحرير عدد من الصحف ووضع عليها بصمة واضحة على مستوى التحرير، وهو كاتب سيناريو متميز، قام بعمل سيناريو لعدد كبير من القصص والروايات، أشهرها سيناريو لمسلسل “قبل الشروق” لاسحق فضل الله و “عدو الأصفار” لعلي يس، وقدم له التلفزيون عدداً من الأعمال الدرامية كسلسلة “بالله شوف”. صدر لعادل الباز مؤخراً روايته التاريخية التي قابلت الكثير من الجدل من حيث البناء الروائي، ومن حيث استخدامه اسلوب السيناريو في كتابة الرواية، ولكن من حيث الاحداث الروائية في الرواية كان الجدل اكبر.
أستاذ عادل الباز الى أي مدى تطابق فصول روايتك الصادرة مؤخراً أيام كارلوس في الخرطوم” الحقيقة؟
النقاش عنها عموماً، عندما تم القبض على كارلوس في اليوم الثاني صباحاً كنت في منزله وشاهدت الحالة التي كان عليها منزل كارلوس الاشياء مبعثرة والصورة ممزقة وظللت منذ ذلك الحين التقط هذه الاوراق الممزقة واجمع المعلومات العامة فقط عنه، ظللت أقرأ عن هذه الشخصية التي جاءت الى السودان ومكثت فيه عاماً، ثم غادرت بعد القاء القبض عليه وظللت 12 أو 13 عاماً اجمع المعلومات، وأسأل الشخصيات التي لعب دوراً في مجئ كارلوس او كانت قريبة منه أو التقت به أو حققت معه، وكثيراً من الشخصيات التي لها علاقة بملفه في السودان وبعده ذهبت الى فرنسا اكثر من مرة أجمع المعلومات.
وفي العام 2002م اكتملت الرواية بعدها ابتديت في الكتابة ثم قمت بنشر فصولها في صحيفة الاحداص في سلسلة حلقات ثم حدثت مجموعة من التطورات حيث هنالك من قرأ الرواية وله معلومات فيها اكثر، ومن أعدت كتابة الرواية بشكل فيه تغييرات، عموماً هذا مخلص الرواية.
صلاح قوش وصف الرواية بالخيال؟
انا قابلت صلاح قوش وسألته مباشرة عن الاشياء التي ألفتها لأنني حريص ان انفي عن نفسي هذه التهمة، فقال انه لم يقل هذا الكلام بهذه الصيغة وملاحظته عليها في بعض الاسماء والاماكن والاشخاص والازمنة ما كانت صحيحة لكن من ناحية حقائق تاريخية انني قدمت الرواية بشخوص على قيد الحياة وهم يشهدون ولم يأت أحداً منهم يكذب فيها حقيقة أو ينفي جزء من الحقائق المركزية في الرواية وهي مسجلة بأسماء ناس واخذت افادات منهم مسجلة وموجودة، وانا ذكرت عشرات الاسماء وذهب لهم بالكتاب وطرحت عليهم أن هل هنالك أي غلط في حقائق الرواية.
اذكر أن المدعي العام عبد الرحمن ابراهيم قال لي انه لم يذهب بكارلوس الى قسم شرطة نمرة 3 ، ولكن في النهاية المهم انه ذهب به الى القسم وانقبض عليه، وهذا ليس خلاف وانا سعيد بذلك لنني قلت ان الرواية التاريخية لا تزيف الحقائق، وانما تأنسنها وتضعها في قالب أدبي ممتع، والحمد لله انا سردت الاحداث بطريقة وجدت قبولاً.
لم تتردد في انك أقدمت على عمل كشف ظهر الحكومة؟
والله التاريخ فيه حقائق بتدين ناس وتبرئ آخرين، وانا ما كان لي قصد في انني ادين زول أو أبرئ زول، فأنا راوي رويت حدثاً تاريخياً حدث في السودان يستحق ذلك، فهنالك من يرى ان الرواية فضحت النظام او أجرمته فهذه كلها قراءات لذلك لم أكن حريصاً للدخول في جدل.
ما هي حدود الخيال التي تتعلق بالأمن القومي؟
الأمنالقومي لا يتعلق بالخيال فهو فعل سياسي عسكري انما يتعلق بالوقائع والرواية تحكي عن ما دار في فترة زمنية محددة وتتعامل مع شخص محدد، فهل النظام راعي مصالح الامن العليا أم لم يراعيها، فهذا يقرر فيه آخرون وليس أنا، فانا راوي لم استهدف الأمن القومي بخير ولا بشر.
كارلوس قال ان ثمن تسليمه الذي دفعته الحكومة الفرنسية ذهب لأشخاص ولم يذهب للحكومة السودانية؟
على قدر ما اطلعت على وثائق وسمعت من أشخاص تأكد لي أن الحكومة لم يدخل في جيبها ولا مليم ولم تستفد من شئ سوى بعض التدريب لبعض الضباط والاسلحة الصغيرة، لكن النظام استفاد من تسليمه لكارلوس بحيث انه جنب نفسه عداء المجتمع الدولي فقد كان محاصراً ويحتاج لكي يبيض وجهه وان يقول لا علاقة له بالارهاب ولم يأت ذكر فيما اطلعت عليه من وثائق من الجنابين الفرنسي والسوداني، ان هنالك اموال ذهبت الى جيب الحكومة او أي شخص له صلة بالعملية.
الم يلتقي كارلوس بالترابي والرئيس البشير؟
انا لم اكتب أصلاً انه التقى بالترابي أو البشير لا في الحلقات الاولى أو الكتاب، فكارلوس لم يلتقي الترابي ولا الرئيس البشير.
ذكرت أن وصلت لمدير المخابرات الفرنسي برقية من السفارة الفرنسية بأنه سيقابل رجل من أذكى رجال المخابرات في العالم مشيراً الى قوش هل تعتقد ذلك؟
فعلاً أعتقد ان قوش من أذكى رجال المخابرات هو وحسب الله وكل المجموعة التي تدير الملف وقتها، وهذا عرفه الفرنسيون وكل الجهات التي تعاملت معه في ذلك الوقت.
صحيفة الوطن