العيد السوداني بنكهته المختلفة، وطعمه الخاص يترنح وهو يسير في الشوارع، تارة من هول الفرح وأخرى من السعادة ، وثالثة من فرط احتساء المشروب البلدي (الشربوت).
والشاشات السودانية لم تكن بحجم ولا سعادة ولا فرحة العيد، ولم تستطع ان تكون قدر المسئولية الكبيرة، وخلت تماماً من الفكرة القادرة على أحداث الأرق المطلوب من الإدهاش وتفكيك نعاس المشروب البلدي، بل كانت هي الأقدار على قيادة المواطن السوداني نحو شاطئ النوم العميق بما قدمته من مواد أضافت الملل والرتابة على العيد، ولجأ المشاهد دون قيد أو شرط الى القنوات الأجنبية نهاراً ومشاهدة الأفلام، والقنوات العربية ليلاً والتي تدفقت برامجها كالسيل الدافق.
سقوط مدوٍ
على غير العادة فشلت قناة النيل الأزرق في أن تفوز بهذا السباق ولم تستطع أن تجد لنفسها مكاناً في مساحات المشاهدة السودانية ولم تكن مقنعة على الإطلاق، ورغم أنها لجأت للفكرة المكررة منذ العيد الفائت حين استدعت الفنان الشاب طه سليمان وجعلته يكون مقدماً للبرامج وهو ذات فعلها حين أسندت في عيد الفطر لحسين الصادق هذه الخانة لكن الفكرة في ذاتها لم تكن مستساغة من المشاهد الذي أيقن أن البرنامج ينقصه الكثير من الترتيب والتقنيات اللازمة لصناعة حلقة تليق بالمناسبة ومقدمها، الخلل الواضح في حركة الكاميرا وعددها المحدود، والإضاءة بل حتى الضيوف الذين بدا عدم التناسب واضحاً في قيمة اختياراتهم كمؤثرين.
لجوء النيل الأزرق لبرنامجها الخفيف (bnfm) كان بمثابة الاعتراف بأنها مل تمتلك القدرة الكافية لصناعة خارطة برامجية كافية، ولذلك لجأت لمثل هذه البرامج العادية التي لا تضيف ولا تصنع الفارق، واستعادة الشاشة الزرقاء ذات النغمة وهي تقدم مذيعتها نجود حبيب في سياق مشابه وتجعل من الهاتف الذي يتلقى معايدات المشاهدين شكل أدانه حرفية للنيل الأزرق بعدم قدرتها البرامجية هذا العيد.
الخرطوم بلا نكهة تذكر
من خلال متابعتنا لقناة تلفزيون الخرطوم، نجدها اجتهدت بطريقتها الحكومية المعروفة لكنها وبما تمتلك من ضعيف خبرات برامجية وقلة معدين يمتلكون زمام الفكرة البرامجية، لجأت للخروج من هذا المأزق السنوي باستضافتها في مساء اليوم الأول الفنان احمد الصادق. قبل أن تنحاز لسياستها المعلنة وتستضيف رئيس نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن وأٍرته في حلقة امتدت لقرابة الساعتين من الزمان.
الشروق مرت من هنا
شمس السودان التي أدمنت الغياب، حضرت هذه المرة بلونية برامجية منوعة واستطاعت بطريقة ما ان تكسب الرهان البرامجي خلال وضع ثقتها كاملة في مذيعتها إسراء عادل والتي كانت في برنامجين تضيف لمستها الخاصة وتمنح الشاشة بريقها، برفقة الشاب أحمد ناجي، وهما يستضيفان طاقم طيران سوداني مكون من اثنين من الكباتن ومضيفتين، ويصاحبها بالتحليق والتغريد الفنان الشاب هاني عابدين، والثاني حين رافقت الدكتور وليد في تقديم برنامج رياضي ضم جانبي المريخ والهلال، ووجد كثيراً من الإشادة والمتابعة من المشاهدين.
صحيفة التغيير