*وما زلنا في أجواء العيد بعيداً عن كلام السياسة الممل..
*فقضايانا السياسية هي الأشد مللاً بين نظيراتها في العالم كله..
*وللسبب هذا انصرف غالب الشعب عنها وعن الصحف التي تتعاطاها..
*ولو علم كتاب الأعمدة السياسية هذه الحقيقة لأدركوا أنهم أحد أسباب تدني توزيع الصحف..
*فما عاد أحد يريد أن يسمع عن مبيكي أو السيسي أو مناوي أو عقار أو السيدين أو( 7+7)..
*فهو الكلام ذاته يُعاد كل يوم – بشكل مختلف- مع الوقوف عند محطة (الصفر)..
*هذا فضلاً عن اسلوب الكتابة الممل ذاته فوق ملل قضايا السياسة..
*وما زلت أذكر مقارنة صحفية مصرية لكتاباتنا بتلك التي في مصر..
*قالت أن تلك تعالج مسائل السياسة بسخرية (دمها خفيف) وذات تأثير قوي..
*وهذه تعالجها بجدية مملة (دمها تقيل أوي) ولا تأثير لها إطلاقاً..
*ولكن (تأثيراً) أحدثته كلمتي البارحة جعلتني في غاية من السعادة..
*فما بين منتقد ومؤيد لامتناعي عن الأضحية تولد موقف ثالث طريف..
*هو شبيه بالموقف الذي تعرضت له عمتنا ست نور عندما أرادت أن تتفلسف (غذائياً) ذات يوم..
*فمن (ثوابت) منطقتنا – إلى وقت قريب- أن طعام المناسبات يقتصر على اللحم والقراريص..
*فأرسلت – في مناسبة ما – طعاماً يتكون من الفول والطعمية والسَلَطة والرغيف..
*ثم فوجئت بمن يفد إليها – من أهلنا – ومعهم مواد تموينية وهم (يبكون)..
*فقد ظنوا أنها تعاني (شظف عيش) حال حياؤها دون الافصاح عنه..
*وإلى أن توفاها الله – عليها الرحمة – ظلت تحكي هذه القصة وهي تضحك..
*وفوجئت – أنا أيضاً- بمن يرسل إلى يقول (يا أستاذ ليه ما كلمتنا؟ الحالة واحدة)..
*والعديد من الرسائل هذه سكبت أحرفها دمعاً بأكثر من الذي سكبته أعين أهلنا أولئك..
*وكل القصة أنني أردت تبيين أن الأضحية غدت مظهراً اجتماعياً (ثقيلاً) على الناس..
*وأن علينا التخلص من المظاهر ذات العبء كافة ومنها (رهق الأتراح)..
*فليس من العيب ألا يُضحِّي غير القادر على ثمن الخروف..
*وإنما العيب أن يصير هو نفسه خروفاً (يُضحَّى به!!).
الصيحة