بأي حال عدنا من العيد

* يفترض أن تعود الحياة اليوم إلى طبيعتها سيما في العاصمة القومية الخرطوم، بيت الداء، فكلما أتخمت العاصمة وازداد ازدحامها مرضت، الخرطوم مكمن الساسة ومنبع التصريحات والطواحين الهواء.. هنا ينتج الخواء!!.. فلو أن فلسفة (الحكم الاتحادي) التي نتغني بها هنا علي ضفاف النيل وعلي مقربة من القصر الجمهوري، لو صحت لصح سائر جسد الوطن ولو تعثرت، تصبح العاصمة مؤهلة إلى لقب (جمهورية الخرطوم الاتحادية) !!
* هل نطمع ولو شيئا يسيرا أن تكون مثل هذه العطلات سيما التي تتخللها قدسية الوقوف بعرفات، هل نطمع أن يقف فيها الساسة مع أنفسهم فيأتون بشيء مختلف يؤهلهم إلى تجاوز خلافاتهم، وبالتالي تعبر بلادنا جسر الأزمة وليلها المتطاول لدرجة الهتاف والذهاب في قوافل المتنبي، أطويل طريقنا أم يطول!!، سيما سياسيوننا ممن ينتمون الى جيل حنتوب في ضفتي الأزمة، فعلي سبيل المثال، هل نفاجأ بمن يذهبون إلى الثمانين وميدان الثورة ومقاعد الحكم في وقت واحد، وممن بتشبثون بالثمانين والحكم، هل نطمع من هؤﻻء وأولئك أن يخرجوا إلى الإعلام يعلنون اعتذارهم واستقالاتهم؟، فلا يعقل أن يصادر جيل حنتوب حقوق الأجيال السودانية السابقة واللاحقة !!
* هل نحلم بأن نتجاوز جدليات (7+7).. أصدقكم القول إن هذه العبارة أصبحت من العبارات التي (تتور ثورة القولون)!! على أن أكثر من تسعة وتسعين بالمائة من السودانيين ﻻ تعنيهم هذه العبارة بشيء، وهم ينظرون إليها وإلى (متطاولوها ومستديروها) كمجرد ساسة أصبحوا عطالى فقدوا مواقعهم ومواطئ أقدامهم وأحزابهم، ويريدون من جديد أن يعودوا من بوابة (الحوار الوطني)!! واكاد أجزم أنه ليس في جوف هذه النخب شيء اسمه (قضايا الجماهير)، الخبز والمواصلات والصحة والتعليم والحق في الحياة الكريمة !!
* هل نطمع أن تذهب المحليات في صناعة (الخرطوم العاصمة الأكثر خضرة) فتتبنى زراعة سبعة ملايين شجرة، وأن من يغرس ويرعى عشر شجرات ظليلات يعطى براءة من الخدمة الوطنية وتعلق صورته على بهو المدينة، ومن يصنع جنينة خضراء يعطى نوط الجدارة الوطني والجواز الدبلوماسي !!
* عدنا بأية حال عدنا.. بما مضى.. أم بأمر فيه تجديد؟.. ففي زمن الأزمات الإنسانية تتجلى عبقرية الأمم والشعوب وتولد المبادرات الخلاقة وصناعة الحلول.. وعباقرتنا خارج (القاعات) يموتون بغيظ حلولهم ومبادراتهم.. والأفندية يتلذذون بسماع تردد أصواتهم، فلا صوت يعلو صوتهم، هل نطمع أن تفتح المنافذ لتجديد هواء الابتكارات والفكر والإبداع؟!.. ولن أمل إعادة إنتاج عبارة الزعيم الشيوعي ماو.. الثورات العظيمة يخطط لها الأذكياء وينفذها الأبطال ويستغلها الجبناء.. والحكمة ضالة المؤمن.. فبأي حال عدنا من العيد؟!!

Exit mobile version