كتبت بالأمس عن المواطن الخليجي الذي سبب لي التهاب الأذن الوسطى، وفتقا في الحجاب الحاجز، بعد ان وضع البنك في حسابه نحو 15 مليون دولار أخضر، فما كان منه إلا أن اتصل بالبنك ليبلغهم أنهم أخطأوا ووضعوا في حسابه الذي لا يزيد على ما يعادل ألفي دولار مبلغا لا يخصه. بذمتكم من هو المخطئ؟ هذا الريّال اللي مو وش نعمة أم البنك؟ وهل عزيزي القارئ حدث لك أو سمعت بأنه حدث لشخص آخر أن اتصل به بنك ليقول له: نعتذر لأننا خصمنا منك نصف دولار فوق المصاريف الإدارية المقررة (المصاريف الإدارية حيلة مصرفية للتعدي على نقود العملاء: تحول الفلوس عبر البنك فيطالبونك بمصاريف إدارية حتى في لو قمت بالتحويل عبر الانترنت دون أي تدخل من البنك، وتترك فلوسك عندهم، ويدخلون بها في مضاربات وصفقات تجارية مربحة لهم، فيخصمون من مالك «مصاريف إدارية» كل شهر).
وقبل سنوات كتبت الصحف القطرية ان المصرف المركزي في قطر سيقوم بحرق 500 مليون ريال بحجة أنها تتألف من الأوراق القديمة. حسبت في بادئ الأمر أن الصحف أخطأت وان من سيتعرض للحرق هم نصف مليار رجل لأن الخليجيين يطلقون على الرجل كلمة «ريال» ولم يكن ذلك (أي حرق الرجال أو الرياييل التي هي جمع «ريال»، وبالمناسبة فإن الخليجيين يجمعون «عمارة» عماير وسيارة «سيايير وبذلك يكونون قد أضافوا إلى النحو العربي بنداً جديداً هو تكسير جمع التكسير وكأن النحو العربي «ناقص») لم يكن حرق نصف مليار رجل يعنيني في شيء. أما حرق نصف مليار ريال فلم يكن ممكنا أن أسكت عليه. يا أهل الخير بذمتكم هل يحرق أحدكم عملة ورقية لأنها قديمة؟ والسؤال الأهم: كيف يطاوع الإنسان قلبه أن يحرق عملة ولو فئة الخمسمائة فلس؟
وعندما عرفت أن المسألة جد ناشدت مصرف قطر المركزي ان يكلفني بتخليصه من تلك الريالات القديمة متعهداً ألا أقوم باستخدامها لأغراض البيع والشراء وكنت صادقاً في تعهدي ذاك: كان يكفيني أن احشو وسادة بتلك الأوراق وأنام عليها لبضعة أيام كي تسترد خلايا جسدي شبابها وكي تدرك نبيلة عبيد أنني لا أرغب الزواج بها طمعاً في فلوسها (يبدو أن نبيلة لا تقرأ الصحف، ولم تقرأ عن هيامي بها، فقد أيقظني صديق فجراً أحد الأيام لأتابع مقابلة تلفزيونية معها قالت خلالها أنها لم تتزوج لأنها لم تجد من يتقدم لطلب يدها لأن الناس يتهيبون عادة الاقتراب منها لأنها نجمة!) يا ستي أنا متيم بحبك صبَ لست أشكو هواك إلا إليك. واود الاقتراب منك على سنة الله ورسوله بالتحديد لأنك نجمة (احسب أني أفحمتها وسددت عليها منافذ التهرب من طلبي الشريف، وهي طبعا لا تعرف أنني سأمنعها من التمثيل وألبسها عباءة طالبانية).
المهم ظللت لعدة أيام أطوف على مقالب القمامة في مدينة الدوحة مسلحاً بمضخة اطفاء الحرائق على أمل أن أنجح في إنقاذ بعض الوريقات من المبلغ الذي تم الإعلان عن حرقه وعلمت لاحقاً أن الحرق تم بأسلوب قاس في حجرة مغلقة وكأنما النصف مليار ريال تلك كانت هندوسية.
المهم: إنني أناشد القراء الذين يتمسكون بالقيم «البالية» مثل الشرف والأمانة أن يحولوا إليّ اية مبالغ يحيلها أي بنك خطأ إلى حساباتهم وسأقوم بغسلها على أحسن وجه بعد أن تعلمت الكثير من الطريقة التي غسل بها الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسن وكبار أعوانه قرابة 15 مليار دولار من القروض التي نالتها روسيا من صندوق النقد الدولي.
وأحلف صادقا أنه لو حدث ذلك فلن يدخل فلس واحد منها في جيبي، بل سأطوف على معسكرات اللاجئين السوريين واشتري لهم الملابس والأدوية والطعام ثم ارصد 3 ملايين من الدولارات لمن يأتيني برأس بشار وهكذا أكون قد غسلت الأموال التي لا تخصني.
jafabbas19@gmail.com