قال الطالب الأمريكي المسلم أحمد محمد (14 عامًا) الذي أوقفته الشرطة بعد اشتباه مُدرسته في كون ساعة صنعها بنفسه قنبلة، “أملي أن تنتهي الإسلاموفوبيا، والتفرقة العنصرية بلا رجعة”.
وفي حوار أجرته الأناضول مع أحمد، في منزله في أرفنغ، إحدى ضواحي مدينة دالاس بولاية تكساس الأمريكية، أعرب أحمد عن شعوره بالخوف لدى توقيفه، مضيفًا، “إلا أنني لم أعد خائفًا بعد رسائل الدعم التي تلقيتها من جميع أنحاء العالم، بل بت أشعر أن من قاموا بتوقيفي هم من يخافون”.
وقال الطالب، إن الشرطة لم تسمح له بالاتصال بوالديه خلال توقيفه، وعندما سأل إذا كان بإمكانه طلب محام، قيل له إنه صغير على ذلك، مؤكدًا أن الشرطة انتهكت حقوقه، وأن كونه قاصرًا لا يعني أنه بلا حقوق.
وأفصح عن نيته عدم العودة إلى ثانوية ماك آرثر، التي شهدت الواقعة، قائلًا، إنه سيتجه إلى التعليم المنزلي.
وأكد أحمد (من أصل سوداني)، أن “إثبات خطأ من يدعون أنه ليس بإمكاننا النجاح يكون عبر تحقيق النجاح”، موجهًا رسالة للجميع بأن لا يسمحوا للون بشرتهم أو دينهم أو عرقهم بعرقلتهم، مضيفًا “ما حدث لن يوقفني، لم يكن هذا اختراعي الأول، ولن يكون الأخير”.
بدوره اعتبر والد أحمد، محمد الحسن محمد، أن عدم قدرة الشرطة على التفرقة بين الساعة والقنبلة أمر سخيف ومخجل، مشيرًا إلى أن رجال الشرطة كانوا سيقومون بإخلاء المدرسة لو أنهم اعتقدوا أن ساعة أحمد قنبلة بالفعل، معربًا عن اعتقاده أن رجال الشرطة كانوا يعرفون أنها ليست قنبلة، إلا أن كون اسم ابنه أحمد محمد، جعلهم يتعاملون مع الموقف بشكل مختلف.
وقال محمد الحسن، إن رجال الشرطة اتهموا ابنه بعدم مساعدة الشرطة بعد إصراره على أن ما صنعه ليس قنبلة، مؤكدًا أن الإسلاموفوبيا هي السبب وراء ما حدث.
وأضاف محمد، أن رجال الشرطة ضغطوا عليه هو الآخر ليقول إن الساعة التي صنعها ابنه قنبلة، وصادر رجال الشرطة الساعة، وعددًا من أغراض أحمد.
وأعرب محمد عن أمله في أن تنتهي الإسلاموفوبيا، وأن يكون أحمد آخر طفل يتم توقيفه بسببها.
وأوضح محمد، أن ابنه تعرض لإحباط كبير بعد توقيفه، كما شعر بالخوف، ومرت تلك الفترة بصعوبة على جميع أفراد العائلة، إلا أن رسائل التضامن والدعوات التي تلقاها أحمد من داخل وخارج الولايات المتحدة رفعت معنوياته.
وقال الأب، إن مسؤولي البيت الأبيض تواصلوا معهم لترتيب زيارة أحمد للرئيس أوباما تلبية لدعوته، كما تلقى أحمد دعوات لزيارة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، والأمم المتحدة.
ووصف محمد ابنه بأنه طالب ذكي وناجح، قائلًا، إنه يقضي معظم وقت فراغه في غرفته محاولًا تطوير أجهزة متنوعة.
وكان أحمد أحضر معه، بداية الأسبوع الجاري، إلى ثانوية ماك آرثر في ضاحية أرفنغ، التي يدرس بها، الساعة التي صنعها ليريها لمدرس العلوم، إلا أن مدرسًا آخر اعتقد الساعة قنبلة، ما أدى إلى استدعاء إدارة المدرسة للشرطة، التي أوقف رجالها أحمد من المدرسة، واقتادوه مقيدًا إلى مركز الشرطة.
وعاقبت إدارة المدرسة، أحمد، بتوقيفه 3 أيام عن الدراسة، ولدى انتشار أصداء الواقعة على وسائل التواصل الاجتماعي، تلقى أحمد رسائل دعم من العديد من الأشخاص حول العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
تكساس/ بيلغين شاشماز/ الأناضول