في حينا الشعبي بالعاصمة السودانية الخرطوم حيث تتحالف قوي الاستطاعة مع اهل (قدر ظروفك) يوجد دكان يبيع لسكان المنطقة الصابون والبنادول والفيكس والشعيرية والدقيق والسفنجات ويحول الرصيد كما انه لا يزال يؤمن بفقه (الجرورة) التي لها كتاب حفت حواشيه ببقع الزيوت والسخام الاسود و(كراضم) من الطحنية الجافة التي سقطت حين ملاججة بيع ! في الدكان وامامه تنتصب قدرة لا تنطفئ نيرانها الا لتوقد لانضاج حبيب الشعب (الفول) الذي يطلبه طلاب المدارس وبعض الجامعيين وعمال البناء وبعض شباب الحي ممن يؤمنون باشتراكية العطالة !
ولحظت غير مرة ان طالبات يقمن بداخلية حكومية في نطاق الحي يتحبن ساعات (العصر) وهامش الزوال احيانا فيحضرن في خفر تنظم احداهن صحن فتة تدسها بحياء رصين بين الطرحة وحنايا العفة لتعود بها الي اخواتها بالداخلية ! سالت (العوض) صاحب المتجر عما يحدث فقال ودمع يكاد يطفر من عينيه انهن ياتين اليه ويصنعن فتة من خمس او ست ارغفة هي غدائهن وعشاء ضربة لازب وانهن يرفضن اي عون يقدمه لهن ولو كان تطوعا من نفسه ؛ واشهد الله انا المذكور اعلاه اني حتي اليوم وكلما صادفتهن لا اميز منهن سوي اعين كانما الخفر قد صار لهن كحلا وعين انسان ؛ يأتين كالنسيم ويمضين مثل نسمة الصباحات النضيرة ؛ انهن بنات النور … بنوت العفة
بقلم: محمد حامد جمعة