(السنة دي باع قدر المستطاع) وكعادة الأسر السودانية مسلسل شراء (الخروف) والعروض التي تبدأ من (المدام) (إنت أصلاً في كل حاجة متأخر)، ختاماً بصغير البيت (يا بابا ناس حمودي جابو ليهم خروف)، تسمع تلك النغمات الرنانة كلما يقترب عيد الأضحية هي لا تعي مقتضيات الأمور وتأجيلها لوقت هو أدرى به ولا (عصافيره) ترحمه من أسئلتهم مجيباً (شويه كده) (حاضر يا عيون بابا)، أحداث تدور كواليسها في ظروفها التي يشوبها جهد يبذله صاحب المصباح السحري في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة.. (السياسي) تجولت داخل أسواق العاصمة عبر مواقع بيع الخراف فكانت هذه الحصيلة:
إبتدر العم عيسى حديثه بقوله والله يا بتي دي شغلتنا ومن زمان بنعمل في بيع المواشي والأسعار تتفاوت من عام لآخر نسبة للظروف الإقتصادية وكذلك الظروف البيئية مثل الأمطار التي تتأخر في الهطول وتجعلنا نضطر لشراء (العلف) وهذا الأمر بالتأكيد ينعكس على عملية الشراء بـ(الزيادة) يعني (يا بتي) نحن بنضطر نرفع السعر عشان يغطي معانا عشان بنشتري العلف بالغالي وأسعار الخرفان تختلف من نوع إلى آخر وأجود أنواعها الخراف (الحمرية) ويتفاوت سعرها من (1800- 1500) جنيه وتليها (الكباشية) وأسعارها (1500- 1000) وبالرغم من هذا الغلاء ولكن هنالك إقبال على الشراء وأكثر فترة يقبل عليها الناس في الشراء يوم الوقوف بعرفة وكذلك بعض الناس يشتري يوم العيد.
التقينا بالتاجر حسن علي برير تاجر المواشي بشارع (الهواء) جنوب الخرطوم قائلاً: الأسعار إرتفعت مقارنة بالأعوام السابقة وذلك بسبب غلاء (العلف) مثلاً أنا أشتري جوال القش بـ(120) جنيهاً وجوال البذرة بـ(450) جنيهاً والذرة (350) جنيهاً، كل هذه الأسباب تجعل الكثير من التجار يرفعون الأسعار وهذه الفترة يتردد إلينا الكثير لمعرفة الأسعار ومن ثم يعاودون إلى الشراء تتفاوت أسعارنا ما بين (1800- 1000) جنيه وتختلف الأسعار على حسب نوع الخروف.. فمثلاً الحمرية (1800- 1500) جنيه والخراف الكباشية كذلك من (1500- 1000) جنيه.
وكذلك قال التاجر رضوان الحاج حامد تأخر الخريف في هذه السنة هو أكبر مشكلة واجهتنا، فمثلاً أشتري حزمة القش أي (الشكارة) التي إرتفع سعرها كثيراً أشتري (100) حزمة بـ (70) جنيهاً وهذا كثير ويعتبر عبئاً إضافياً ينعكس أثره علينا كتجار مما يؤدي إلى إرتفاع أسعارها.. وأضاف ضاحكاً: (هذه الفترة فترة خسارة ما فيها ربح لينا) كما يشكو ضعف الإقبال على الشراء وأسعارها تختلف نسبة لنوع الخراف.. فمثلاً الحمرية أغلى من الكباشية التي تتصف بالعلو والإمتلاء (شبعانة) وسعرها من (1800-1500- 1400) جنيه والكباشية سعرها (1500- 1000) جنيه.
ورأي آخر لتاجر أبدى تخوفه من (بورة) الخراف وذلك بسبب تردي الوضع الإقتصادي الراهن التي تشير مؤشراته إلى ما ذكر في أعلاه قائلاً إن كمية من المواشي تدلف يومياً إلى العاصمة وهذا يدعو كثيراً من التجار إلى القلق فيبتاعون مواشيهم بأسعار قد لا تناسبهم تخوفاً من عدم الإقبال عليها وأسعارنا تتراوح ما بين (1600- 900) جنيه.
وكانت خاتمة الجولة مع التاجر عثمان علي الذي قال إن سعرها يتراوح ما بين (1500- 900) جنيه على حسب الحجم والنوع قائلاً إن الخراف التي تأتي من غرب السودان من منطقة (غبيش) هي الأعلى سعراً نظراً للأفضلية التي تتمتع بها الخراف الحمرية.
جولة: سلمى الطيب
السياسي