“لله في خلقه شؤون”.. وهذا يبدو جلياً في قصة طفل مصري، عمره عامان، خرج إلى الحياة من دون عينين ولا أنف، وتوقع الأطباء وفاته خلال أسبوع، ولكنه لا يزال حتى الآن حيا يرزق، يلهو ويلعب، وتطرب نفسه، عندما يتلو جده آيات القرآن الكريم.
وحسب صحيفة “الرأي” فقد التقت بأسرة الطفل محمد أحمد زكريا على شواطئ مدينة مطروح، حين جاء مصيفا برفقة والديه، وشقيقه الأكبر عمار، 5 سنوات.
ونقلت الصحيفة عن الأب أحمد زكريا، محاسب: أن ابنه ولد منذ عامين، بلا عينين ولا أنف، فطاف به على كثير من المستشفيات الحكومية والخاصة لإدخاله “حضانة”، فأجمعت على رفضه لصعوبة حالته النادرة.
وأضاف الأب الحزين، أنه ذهب بصغيره إلى مستشفى أبوالريش المتخصص في الأطفال في قلب القاهرة فأخبره أطباؤه بأن حال ابنه نادرة جداً، وربما تكون الأولى من نوعها في مصر، والسابعة عالميا، ولم يجدوا الدواء المنشود.
وأثناء رحلته الشاقة، رفضت مستشفيات التأمين الصحي تقديم أي دعم لمحمد، وعلم أنه يحتاج إلى أدوية مستوردة باهظة الثمن، الأمر الذي لا تحتمله ظروفه الاقتصادية المتواضعة.
تعايش والد محمد مع مصابه، متمنيا أن يتكفل أولو القلوب الرحيمة بتوفير الدعم والعلاج لصغيره الذي يثير إشفاق وألم كل من يراه.
أما والدته، سلوى، فكشفت للصحيفة: أن الأطباء أخبروها بأن الصغير لن يعيش أكثر من أسبوع، ولكن كذبت توقعاتهم، حتى أتم منذ أيام عامه الثاني.
وقالت إنها تعاني مع فلذة كبدها كثيرا، فهو يتنفس من فمه لعدم وجود أنف، ما اضطرها إلى تغذيته عبر أنبوب متصل بالمعدة، كما أنه ينام بوضعية خاصة حتى يتمكن من التنفس.
وكشفت عن أنه اعتاد معرفة من يتعاملون معه بمجرد اللمس، ويطلب من جده دائما قراءة القرآن.
وأضافت أن المدهش أن صغيرها يهدأ تماما عندما يتلو جده عليه آيات القرآن المجيد، بل إنه يستزيده دائما.
وتضامنت الأم المكلومة مع زوجها في مناشدة ذوي القلوب الرحيمة في التكفل برعاية وعلاج صغيرهما محمد، لعل وعسى أن يجعل الله من بعد عسر يسرا، ويشفيه من أسقامه، ويصبح إنسانا طبيعيا.
صحيفة سبق