الإلتزام، أو «الكوميتمنت» تلك الكلمة التي باتت محط اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفترة الأخيرة، بعد أن أصبح بسببها الحب ضحية، ضائعٌ، وصعب المنال، فقط لأن الخوف من المسئولية يطارد أطراف العلاقة، ويدفعهم في النهاية إما للهرب، أو الإبتعاد عن بعضهما البعض، قبل أن يواجهوا مصائر سابقيهم المغصوبين على حياة مأساوية مليئة بالمشاكل الزوجية، والعاطفية، بسبب الالتزامات الكثيرة المكلفين بها منذ الدخول في العلاقة.
ربما تسبب المجتمع الشرقي في جزء كبير من هذه المخاوف الموجودة حاليًا، والتي تنتهي بسببها العلاقات الرومانسية نهايات قاسية، فبين متطلبات الزواج المفروضة على الرجل، من جانب أهل العروسة، والمبالغة في التكاليف والمصاريف، مرورًا بخوف الطرفين من عدم قدرتهما على مواجهة ضغوط الحياة سويًا، وصولاً لقلقهما من تجارب السابقين المريرة، كلها عوامل دفعت بالحب لخيارات أخرى، مخيفة، وعنيفة، أبعدته تمامًا عن مضمونة الأهم، وهو السعادة.
في هذا التقرير، يستعرض معكم المصري لايت، 10 أسئلة منطقية يطرحها الرجل والمرأة على أنفسهم، قبل أو أثناء العلاقة، تدفعهما بالضرورة للخوف من الالتزام والمسئولية، في مصر.
10. هل سأتحمل العيش مع نفس الشخص مدى الحياة؟
تعيش حياة واحدة، وتعلم أنها تجربة لن تتكرر مرة أخرى، وتعلم أيضًا أن عليك خلال هذه الحياة أن تختار شريكًا وحيدًا ليشاركك الرحلة، لذلك يسبب تساؤل: هل سأحمل هذا الشخص مدى الحياة؟ توترًا، وقلقًا كبيرًا يشغل ذهن أطراف العلاقة، وقد يدفعهم للخروج منها حتى لو كانوا يقضون أوقاتًا سعيدة خلال علاقة الحب بينهما.
9. ماذا لو لم تستمر السعادة؟
يعتبر الخوف من نهاية العلاقة، هاجسًا جديدًا يراود الطرفين، فلا أحد يستطيع أن يَعِد الآخر بأنه سيحصل بالضرورة على حياة سعيدة، أو أن المشاكل لن تقتحم حياتهما، لأن باختصار لا شيء في الحياة مستقر بطبيعتها، لكن على أي حال علينا أن نضع في اعتبارنا، أن السعادة والنهايات السعيدة الرومانسية هي تقريبًا في أيدي أصحاب العلاقة.
8. هل سأحصل على شريك يساعدني على تحقيق أحلامي؟
تريد تحقيق الكثير، وقد تعتقد أن الإلتزام أو الزواج سيعيقك عن تحقيق أهدافك أو أحلامك، ويزداد الأمر بين من يعانون جنون العظمة، في حين أن الأمر لا يتطلب منك كل هذا الذعر، لأنك باختصار بإمكانك الخيار والتشبث بأحلامك إذا كنت فعلا تريد تحقيقها.
7. لماذا أتزوج ما دمت أعيش حياة سعيدة؟
يشعر البعض أنهم ليسوا في حاجة للزواج، ويرونه مجرد علاقة الهدف منها التوافق مع قواعد المجتمع وعاداته وأعرافه، في حين أنه يقضي أوقاتًا سعيدة بمفرده، أو يعيش في علاقة حب سعيدة بدون زواج، وهذا يدفعه لتساؤل: ما ضرورة الزواج إذا كنت بالأصل سعيد بدونه؟!
6. هل يمكن أن يقتل الالتزام خططي المستقبلية؟
يضع الكثير لأنفسهم خطط مستقبلية يسيرون عليها، لمدة خمس سنوات أو حتى خطة عشرية، وهي خطط في طبيعتها طويلة المدى، وتدفع أصحابها للخوف من الدخول في التزام جديد ربما يعطل سير هذه الخطة في مسارها المحدد مسبقًا، سواء سفر، أو شراء سيارة، أو أي شيء يحتاج لعدم وجود التزام من نوع آخر ربما يدفع بالخطة إلى طريق آخر يعطلها، أو يمنعها من التحقيق.
5. ماذا لو منحني الطرف الآخر مهلة محددة للوفاء بالتزاماتي تجاهه؟
الإنذارات الأخيرة، هي أكثر ما يلقي بالتجارب العاطفية في بحر الظلمات، ويجعل مصيرها إلى زوال، لأنها بطبيعة الحال تضع الطرف الآخر في مأزق، يدفعه للقلق والتوتر، والخوف أيضًا، وبالتالي يدفع بالعلاقة كلها إلى المشاكل والخلافات الدوريّة، فأكم من علاقات أنتهت بسبب طلب أحد الأطرف أن يحسم الآخر موقفه، وأن يبدأ خطوات الزواج التقليدية، في حين أنه غير مستعد بشكل كافي.
4. كيف أهرب من الماضي الأليم؟
في مشوار حياة الفرد، يمر أغلبنا بتجارب سابقة، أنتهت بطريقة مأساوية غامضة، أو عشوائية غير مدروسة، تجعله يفكر ألف مرة قبل أن يخوض تجربة عاطفية جديدة، خشيةً أن تتكرر معها المآسي والمعاناة، أو ربما تسير على ما يرام، لكن بعد الزواج تظهر أعراض جديدة، تضر العلاقة، وتؤدي بها إلى نهاية غير سعيدة بالمرة، لذلك يظل الشعور بعدم الأمان رفيق حياة الكثيرين.
3. لماذا يتباعد الطرفان كلما طالت مدة العلاقة؟
عادة تبدأ العلاقات العاطفية بشغف شديد، واهتمام كبير متبادل بين الطرفين، إلا أن هذا الاهتمام المبالغ فيه سرعان ما يتقلص، وتتسع المسافات بين الطرفين. وفي الحقيقة ربما تكون هذه المسافات المتباعدة هي المسافة المنطقية في علاقة الحب، لكن الإهتمام الزائد عن حده في بداية أي علاقة، هو ما يدفع الطرفين للشك في هذا التحول، والابتعاد، واعتقاد أنه فطور أو «أنت مابقتش بتحبني زي الأول».
من هنا يبدأ كلا الطرفان في الشكوك، ومنه يسكن الخوف قلبيهما بجانب الحب، حتى يطرده، أو يدفع بالعلاقة إلى النهاية المبكرة خشية أن يحولها الزواج لوضعٍ أسوأ.
2. هل هذا هو الشخص المناسب؟
هذا السؤال هو أسوأ ما يواجه أي علاقة بين أثنين، فمجرد طرحة أو تبادره على ذهن أحدهما يعني أن هناك خطأً ما في علاقة الحب بينهما، لأن الحب الحقيقي بطبيعته لا يعرف هذا الشك، وستكتشف ذلك تدريجيا عندما تجد نفسك تبحث عن «أي تلكيكة» للهروب من العلاقة بأسرع طريقة ممكنة.
1. لماذا فشلت تجارب السابقين؟
يلتقي الطرفان طوال حياتهما بنماذج سبق لها وأن مرت بعلاقة زواج، أو بالفعل تعيش في علاقة حالية، ولأن الإنسان بطبيعته يتأثر بالنماذج السلبية أكثر من تأثره بالإيجابية، فإنه لا يرى سوى علاقات السابقين الفاشلة، التي تدفعهم للهروب إلى المقهى، أو الحديث بشكل غير لائق عن الطرف الآخر في جلسات الأصدقاء والأهل، أو حتى الحديث عن الأزمات المالية والمشاكل اليومية التي تواجههم بسبب الالتزام والمسئولية، كل هذه العوامل تدفع بالطرفين للخوف، والقلق من الوقوع في مصائر متشابهة، مرددين: «هو أنا يعني اللي هجيب الديب من ديله!»، هذا بالطبع إلى جانب نصائح الأقران للمقدمين على علاقة جديدة، والتي تختصر أغلبها في كلمات مُحبِطة، من عينة «ربنا يعينك – مستعجل على إيه! – يا أختي بلا خيبة – المسئولية مش سهلة»، وغيرها.
المصري لايت