قبل أكثر من شهر تقريباً اقترحت شبكة من المنظمات النسوية العاملة المتخصصة في مجال السلام والوحدة والاعمار خلال ورشة عمل أن تكون هناك حلول عملية وفورية للقضاء على ظاهرة العنوسة، وقامت المبادرة بتطبيق جزئية أثارت دهشة الكثيرين وإعجاب الآخرين، وهي وضعها لورقة بيضاء مع موظفة الاستقبال بالمنظمة لتسجيل أسماء الرجال الراغبين في الزواج قبل دخولهم القاعة، وبعد أن يسجل الرجل اسمه ويؤكد رغبته في الزواج تتم مناقشة الموضوع وربما يخرج الرجل من القاعة بعروس، واذا كان متزوجاً (ربما) يخرج بزوجة اخرى.
قبل البحث داخل حلقات الموضوع أو التحدث عن تلك الكيفية التي انتهجتها هذه المنظمة، لابد من الحديث أولاً عن تلك التغيرات التي حدثت لمجتمعنا السوداني المحافظ، وهل فقد بريقه؟ بل هل فقد كيفية المحافظة على ارثه ومعتقدات في طريقة الزواج (المعهودة)؟ أم بات أم الزواج نوعاً من أنواع السلع التي يتم تداولها في ورش ومحاضرات عامة بل وتتعدى ذلك لتصبح أمراً لابد من الوقوف عنده ومناقشته باستفاضة وتبادل الآراء وتلاحقها من اجل الوصول إلى حل مناسب لها.
الباحث الاجتماعي الدكتور محمد دفع الله إبراهيم يقول: حقيقة أصبحت ظاهرة العنوسة هذه منتشرة بشكل كبير ولكن لا يكون الحد منها بإقامة مثل هذه المحاضرات التي قد تحسب بالأمر السالب، المنافي لعاداتنا وقيمنا وكان من الجدير أن تعقد ندوات تتداول فيها أسس المشكلة وأسباب انتشارها والعمل على حلها، وتبسيط أمر الزواج للشباب حتى يتم القضاء على الظاهرة من جذورها والخروج بأحسن النتائج التي ترضي المجتمع.
كما تحدثت حول الموضوع الدكتورة هنادي الحسن اختصاصي علم الاجتماع قائلة: الحديث عن الموضوع من الجانب الذي تمت به كيفية التقديم للزواج هو أمر مخالف لعادات وتقاليد مجتمعنا السوداني تماماً بل هي ظاهرة غريبة من نوعها فلم تشهد مجتمعاتنا من قبل انعقاد مثل هذه الورش لمناقشة موضوع بهذه الحساسية بحيث يكون شرط دخلوها أن تسجل اسمك وتبدي رغبتك في الزواج لتخرج بعروس من داخل القاعة، وأضافت (هل أصبح بناء الأسر وتشكيل المجتمع يبدأ بهذه الطريقة؟) واختتمت: علينا أن نلتزم بارثنا وعاداتنا والمحافظة عليها كذلك علينا أن نراعي قوانين الشرع واستصحاب المودة والرحمة في أمر الزواج فهو ليس بالأمر البسيط.
صحيفة السوداني