مفردة ترددت كثيرا في الخطاب السياسي للحكومة وحزبها وهي ضرورة عودة الصادق المهدي الي أرض الوطن بعد أن فارقه مغاضبا في العام 2014م ، فقد ظلت عودته الي الديار أشبه بالحلم الذي تريد الحكومة تحقيقة ، وكثيرون أرجعوا حرص الخرطوم علي عودة المهدي يرجع لمواقفه الوطنية في كثير من القضايا ، كما أنه يعتبر بمثابة بوصله سياسية بين الحكومة والأحزاب الأخري ، فيما يعتبر البعض الأخر أن الحكومة تسعي لعودة المهدي لكي تأمن شره ، بعد أن قام بجمع أقطاب المعارضة السلمية والمسلحة في عدد من الأتفاقيات ووحد جهودها من أجل أسقاط الخرطرم ، ولهذه الأسباب مجتمعة كان حرص الحكومة علي رجعته والتحالف معها خاصه وأن هدفها غير المعلن ربما يكون زعزعة توحد المعارضة وأضعافه في حال أستجابة المهدي للعودة.
تكرر المساعي:
تكررحديث المؤتمر الوطني عن سعيه لعودة المهدي كثيرا وما أن دارت الدوائر علي الحوار الأ وأعلن الحزب الحاكم عن تواصل أتصالاته من أجل عودة المهدي وفي حديثه له أول أمس أكد عضو ألية الحوار أمين القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الدكتور مصطفي عثمان أسماعيل وجود أتصالات مشاورات يجريها مع رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي لمعالجة الأوضاع بالشكل الذي يجعله يشارك في الحوار الوطني ، ونفي أسماعيل أن تكون هناك تصريحات مسيئة للصادق المهدي من قيادات الوطني مؤكدا أنه يراقب كل التصريحات التي تصدر بشأنه ،وقال :(لا نافع ولا نائب الرئيس ولا حتي رئيس المجلس الوطني ليس هناك أحد يسئ للصادق المهدى وكلهم رحبوا بعودته ) ، وأضاف ( أنا ألتقيت بالصادق المهدي أكثر من مرة وعلي أتتصال معه ونناقش معه كيف يمكن أن نعالج الأوضاع بالشكل الذي يجعله يشارك في الحوار) ، وكان الوطني قد أكد مرار أن حرصه علي عودة المهدي لأنه رجل وطني ومفكر وله وزنه وتأثيره في الحياة السياسية بجانب أنه يميل للحلول السلمية أنطلاقا من مقولته الشهيرة (من فش غبينتوا خرب مدينتوا).
مارثون العودة:
سبق وأن رهن المؤتمر الوطني عودة الصادق المهدي للبلاد بضرورة غسل يدية من أعلان باريس الذي وقعه مع الجبهة الثورية حيث توعده رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بالأعتقال حال وطأت قدماه أرض السودان ،. وفي حديث سابق رحب نائب الرئيس حسبو محمد عبدالرحمن بعودة المهدي للبلاد وقال أنه لن يتعرض للأعتقال حال عودته ، مضيفا سوف ندعم أي مبادرة للمعارضة تقود لرجعته ، مشيرا الي أن موقفه مقدر لدي حزبه وليس لهم أي موانع عن عودته للبلاد لدعم عملية الحوارالوطني لاسيما وأن حزب الأمة قد كان من أبرز المشاركين في الحوار الوطني ،والمتمسكين به الأمر الذي جعل البعض يعتبر الخطوة تراجعا من الوطني عن مواقفه.
أنا الحوار:
وفي حوار نشر أمس أجراه المهدي مع صحيفه سعودية أنه صاحب فكرة الحوار الوطني في الأساس لأن النظام كان يقول أنه لا يحاور إلا من يحمل السلاح ولا نحاورهم كذلك إلا ثنائيا ، وأنا كنت أقول دائما أن الحوار لا بد أن يكون للجميع ولا يستثني أحد.
لا يمكن تجاوزة:
وفي ذات السياق أوضح المحلل السياسي دـ عمر عبد العزيز في حديثة لـ(الوان) أمس أن الحكومة حريصة علي عودة المهدي لأنه شخصية سياسية لا يمكن تجاوزها وله تأثيره الكبير في القضايا الداخلية والخارجية ، وأساسي في أي حوار ، كما أن عودته سوف تدفع بالحوار الي الأمام ، مضيفا نأمل أن يتخذ الأمام قرار الرجوع دون تردد ، وأن يتخلي عن المتناقضات التي ظل يعمل بها في موقفه تارة مع الحوار الوطني وتارة مع الحركات المسلحة لأسقاط النظام السياسي بالسلاح.
عايدة سعد
صحيفة ألوان