من دون شك ولا نقاش تتجاوز المواجهة الفلسطينية الإماراتية في تصفيات كأس العالم 2018 بروسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات، تتجاوز مجرد كونها مباراة رياضية مع اعترافنا الكامل والناجز أنها في النهاية مباراة بثلاث نقاط، ولهذا لم يكن الكابتن مهدي علي راضيا عن النقطة التي خرج بها من رام الله فيما اعتبر البعض أن النقطة جيدة، لأنها جاءت أمام منتخب قوي ومتطور، وقد يكون إحدى مفاجآت آسيا، كما قال الكابتن عدنان الطلياني.
البعض الآخر كانوا عاطفيين، وقالوا إنهم شعروا بعد الاستقبال الرائع من الإخوة الفلسطينيين والهتافات للإمارات وشعب الإمارات وقادته والجمهور الرائع الذي زين مدرجات ملعب الشهيد فيصل الحسيني، شعروا أن التعادل كان النتيجة الأفضل لمباراة دخلت التاريخ على أنها الأولى رسمياً لفلسطين على أرضها ضمن تصفيات كؤوس العالم، رغم أن مصر تأهلت لكأس العالم 1934 على حساب فلسطين تحديداً.
قلت في البداية إنها أكثر من مجرد مباراة، لأنها دخلت التاريخ السياسي والعاطفي والرياضي والإنساني من أوسع الأبواب، وفي نهايتها تحقق حلم أعضاء البعثة بالصلاة في المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، وأقول ما قاله اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إن الزيارة دعم لفلسطين والقضية الفلسطينية ودفعة معنوية لأهل فلسطين الذين يتمنون رؤية أشقائهم العرب وهم يزورونهم على أرضهم.
الأكيد بعد متابعتنا لمباريات فرق المجموعة أن الصدارة معلقة بين الإمارات والسعودية رغم قوة المنتخب الفلسطيني وقتاليته حتى خارج أرضه كما فعل أمام الأخضر السعودي، ولكن مواجهة «الأبيض» بالأخضر هي التي ستحدد هوية المتصدر المباشر لتصفيات كأس العالم 2018 وهو هدف الإماراتيين لأنهم متأهلون فعليا لنهائيات أمم القارة التي يستضيفونها على أرضهم.
وبصراحة وبدون مجاملة فالمنتخب الإماراتي هو أفضل منتخبات مجموعته مع كامل احترامي للسعودي والفلسطيني والماليزي الذي سيتعاقب والتيمور شرقي المسكين.